المدرسة الصيفية.. إقبال غير متوقع!

29 يوليو 2022
المدرسة الصيفية.. إقبال غير متوقع!


تفتح المدرسة الصيفية أبوابها في الأول من آب، وسط علامات استفهام تتجاوز الالتزام بتوفير التمويل، والإمكانية اللوجستية للتدريس صيفاً وفي ظلّ ارتفاع أسعار المحروقات، والعجز عن الانتقال إلى المدارس، إنما تطاول جدوى المدرسة الصيفية في تعويض الفاقد التعليمي

يُعدّ تعويض الفاقد التعليمي أحد الأهداف الرئيسة المعلنة للمدرسة الصيفية، بحسب ما جاء في «بوستر» أعدّته وزارة التربية. لكنّ السؤال عن الجدوى مشروع في ظلّ غياب أي قياس للمعارف والمهارات لدى التلامذة، وللأساليب التعليمية التي اتّبعها الأساتذة في تحسين قدرات تلامذتهم، أو دراسة لأثر المدرسة الصيفية التي افتتحت العام الماضي على التلامذة ورصد الفروقات بين من شارك من التلامذة فيها وبين من لم يشارك.

وبحسب المستندات التي زوّدتنا بها رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء، هيام إسحاق، اكتفى المركز بتوزيع استبيان على المديرين والمعلمين لتحديد ما أنجزوه من «الدروس المقلّصة» خلال العام الدراسي 2021 ـ 2022 والأهداف المتوخّاة منها لغاية آذار 2022 (علماً أن إسحاق أشارت إلى أنه جرى توزيع استبيان ثان في نهاية العام الدراسي، لكن يبدو أن نتائجه لم تصدر بعد) «وهذا لا يعني أن التلميذ اكتسب هذه الدروس فعلاً ولم يعد لديه فاقد تعليمي، إذ إنّ عدم الإنجاز يدلّ على جزء من الفاقد وليس الفاقد الحقيقي».مخيم ترفيهي؟هذا العام، ستُفتح المدرسة الصيفية في الأول من آب وتنتهي في 8 أيلول حيث تشمل المرحلة الأساسية، وقد أضيف إلى هذه السنة صفا السابع والثامن من الحلقة الثالثة في مواد الرياضيات واللغات (إنكليزي/فرنسي) والعلوم. وتتضمّن المدرسة أنشطة ترفيهية وتثقيفية تدعم التعلّم الانفعالي الاجتماعي وتهدف إلى تعزيز الرفاه لدى المتعلّمين (well being).
ليس هناك معيار موحّد لاختيار التلامذة الذين سيشاركون في المدرسة الصيفية، ولا يزال انتسابهم إليها اختيارياً ومجانياً، ما يعني أن فرصة استكمال اكتساب الكفايات في الصفوف التي درسوها في العام الدراسي الحالي 2021 ـ 2022، إن وجدت، لن تكون متاحة لجميع التلامذة في المدارس الرسمية والخاصة. تمهيد للعودة إلى المدرسةلدى المركز مقاربة مختلفة للمشروع، إذ توضح إسحاق أن «المدرسة الصيفية تمثل المرحلة الأخيرة من خطة العودة إلى المدرسة لعام 2022، وقد استندت إلى دراسات عالمية ومحلية أجراها المركز، ولا سيما دراسة إنجاز المواضيع/ الأهداف الأساسية والتحدّيات التي واجهت المعلّمين والتلامذة من وجهة نظر المعلمين، ودراسة إنجاز المواضيع/ الأهداف الأساسية والتحديات التي واجهت المديرين والمعلمين والمتعلّمين من وجهة نظر المديرين والمعلمين (البعد التربوي، البعد الإداري، البعدان الانفعالي والاجتماعي). وقد تطرّقت الدراستان إلى التحدّيات التي واكبت المدرسة الصيفية للعام الماضي على صعيد الممارسات الإدارية والممارسات التعليمية التعلّمية والعوامل الانفعالية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية والفنية.إقبال كثيفرغم كلّ هذه الملاحظات، فوجئ مديرو المدارس الرسمية بالإقبال الملحوظ على المدرسة الصيفية، بحيث تسجّل في إحدى المدارس مثلاً 400 تلميذ حتى الآن، علماً أن مهلة التسجيل انتهت أمس. وعزت مصادر إدارية المسألة إلى مجانية الدورة، علماً أن بدل النقل على عاتق الأهل، ولو كان مؤمّناً لكان الإقبال أكبر.