رهبانيتنا تضعُ ذاتها تحت عباءة بكركي

31 يوليو 2022
رهبانيتنا تضعُ ذاتها تحت عباءة بكركي


ترأس الأباتي هادي محفوظ قداس الشكر في المقر العام لرئاسة الرهبانية – دير مار انطونيوس في غزير، بعد انتخابه رئيساً عاماً للرهبانية اللبنانية المارونية، بحضور ممثل رئيس الجمهورية وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار، النائبين سليم الصايغ وسيمون ابي رميا وفاعليات سياسية ودينية.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الأباتي محفوظ عظة قال فيها: “لا شك في أننا نعيش في لبنان أزمة، بل أزمات، شديدة وثقيلة كل الثقل. هناك شهداء أحياء، بسبب الظروف جميعها، وهناك شهداء سقطوا، خصوصا شهداء انفجار المرفأ، الذين نطلب لهم الراحة الأبدية. ويجهد الكثيرون في تأمين لقمة العيش الكريم، أو نوعية عيش كريمة. المصاعب كثيرة. ولكن، الشهادة الحقيقية هي في المثابرة، وهذا ما عبر عنه ربنا يسوع عندما دعا إلى حمل الصليب اليومي. هو علمنا أن في الصليب المجد. في مجابهة الصعوبات اليومية، علينا بالخصوص أن نكون متضامنين. من أخطر مخاطر الأزمات هو أن البعض يستغلون ضعف الضعيف ليتجبروا في الظلم. هؤلاء هم الذين يوجه اليهم يسوع كلامه القاسي. ومن مآسي الأزمات هي أن الضعيف يضعف أكثر، وهنا تكمن مسؤولية المقتدرين، مسؤولية إظهار الحنو والخير والطيبة والتضامن والمساعدة. هؤلاء هم الذين يتوجه اليهم الرب يسوع بالطوبى. وهذه هي الشهادة الحقيقية”.أضاف: “في الأسبوع الفائت، لم يكن هناك فقط انتخابات عندنا، بل كان هناك أيضا مجمع عام، فيه تدارسنا أوضاع الرهبانية ومقومات رسالتها ومقاصدها. لقد تمحورت الكثير من النقاشات حول كيفية الوقوف بالقرب من شعبنا، وخصوصا الضعفاء منهم. واظهر الجميع العزم على استنباط كل الوسائل المتاحة في الرهبانية من أجل تفعيل الوقوف إلى جانب المحتاجين، وفق خطة ترسمها الرهبانية، وتعتمد، من جهة على الإنماء وخلق فرص العمل، ومن جهة على المساعدات الآنية والعينية. لقد كان مجمعا ترأسه السلف الحبيب الاباتي نعمة الله الهاشم الذي هو، بحق، ظاهرة فريدة في تاريخ رهبانيتنا، وهو الذي تميز بالصلابة الإدارية، وبالوداعة وبالاهتمام بالضعيف والمحتاج والفقير. شكرا لكم، قدس الأب العام السابق، على من أنتم وعلى ما عملتم. ومعه أشكر مجمع الرئاسة العامة السابق، خصوصا حضرة النائب العام السابق الاب كرم رزق الجزيل الاحترام، هذا المجمع الذي عمل بكد وفرح وتناغم لحمل مشعل الرهبانية عاليا. مع مجمع الرئاسة العامة الحالي سوف نتابع مسيرتهم الحميدة. كما أعرب عن فرحي بأن مجمع الرئاسة العامة الحالي يتشكل من حضرة النائب العام الأب البروفسور جورج حبيقة، والأب ميشال أبو طقة، والأب جوزيف قمر والأب طوني فخري، الذين، فردا فردا، تجمعني معهم، أيام واختبارات وادارات جميلة”.وقال الاباتي محفوظ: “تريد الرهبانية أن تكون أمينة لتاريخها بالوقوف إلى جانب شعبها، وسوف تظل، وسوف تكون كذلك، إن شاء الله. رهبانيتنا اللبنانية، التي يبلغ عمرها أكثر من ثلاثمائة، تمد يدها إلى كل قوى المجتمع، جميع القوى على حد سواء، من قوى سياسية ومجتمعية، ومدنية وانمائية. وهي ايضا تنظر بفرح إلى اصدقائها في الانتشار وفي الخارج. هي تفرح بكل من يشاطرها معتقداتها وقيمها عن هذا الوطن الفريد والحبيب، الوطن اللؤلؤة. وفي الشأن الوطني، تضع رهبانيتنا ذاتها تحت عباءة سيد بكركي، صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى. وتحترم رهبانيتنا كل موقع دستوري في البلاد، وكل موقع محصن بالقانون والعرف والتقاليد. انتهزها هنا فرصة لأتوجه بالشكر العميق إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اوفد معالي الوزير الأستاذ وليد نصار، صديق أيام الدراسة في مدارس جبيل، ليشاركنا في قداس الشكر هذا. معالي الوزير، نحن نصلي من أجل فخامته، ومن أجل كل مسؤول في الوطن الحبيب، لكي نستطيع، جميعنا معا، تخطي هذه المرحلة المحفوفة بالمصاعب والمخاطر”.وختم الاباتي محفوظ: “في هذه المناسبة، لا يسعني الا ان أتوجه إلى قداسة البابا فرنسيس، شاكرا اياه على محبته للكنيسة جمعاء وللبنان ولرهبانيتنا. أتوجه اليه، فيما اعلن جهارا طاعتي الكاملة له ومحبتي البنوية”.