“ليكن كلامكم نعم نعم او لا لا”

1 أغسطس 2022
“ليكن كلامكم نعم نعم او لا لا”


في عظة قداس الاحد في الديمان قال البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي “لا يمكن أن نسلّم بإغلاقِ مَلفِّ تشكيلِ حكومةٍ جديدة، كأنَّ الحكومةَ مجرّد تفصيل في بُنيانِ نظامِ الدولةِ اللبنانيّة، مع العلمِ أنَّ اتفاقَ الطائف جعلَ مجلسَ الوزراء، إلى جانب رئاسةِ الجمهوريّةِ، الركيزةَ المحوريّةَ ومركزَ السلطةَ التنفيذيّة.
فلا قيمةَ للتكليفِ ما لم يَستَتبِعُه التأليف. ونَستغرِبُ أن يكونَ المعنيّون بتأليفِ الحكومة يُسخِّفون هذا الأمر، خلافًا للدستور واتفاق الطائف.
وما نَخشاه هو أنَّ القوى السياسيّة إذا عجزت اليومَ عن تشكيلِ حكومةٍ، تَعجَز بالتالي غدًا عن انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجُمهوريّة. ويكون السقوطُ العظيم. لكنّنا نأمل ونصلّي ألّا يكون ذلك”.
تعليقا: لان المتحدث هو رأس الكنيسة المارونية و”مَن أعطي له مجد لبنان”، وإنطلاقا من قول السيد المسيح “تعرفون الحق والحق يحرركم… وليكن كلامكم نعم نعم او لا لا”، ينبغي ايضاح بعض النقاط ووضع الامور في نصابها.
صاحب الغبطة: لقد زارك الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في الثاني من شهر تموز الفائت، بعد ثلاثة ايام من تقديمه تشكيلته الحكومية الى الرئيس ميشال عون في التاسع والعشرين من شهر حزيران. وقد وضعك رئيس الحكومة في اجواء عملية التشكيل، واعلن انه شكرك “على الثقة التي تمنحه اياها دائما وعلى عاطفتك ومحبتك، وتشديدك على انه يشكل جسر عبور بين كل الطوائف”.
ومن أمام صرح الديمان قال ميقاتي “لمن يزعم القول انني لا اريد تشكيل حكومة، اقول انني شكلت حكومة وارسلتها الى فخامة الرئيس، واذا كان راغبا في تعديل شخص او شخصين فلا مانع لدي، لكن لا يمكن لفريق القول “اريد هذا وذاك” وفرض شروطه، وهو اعلن انه لم يسم رئيس الحكومة ولا يريد المشاركة في الحكومة، ولا يريد منحها الثقة”.
ازاء كل ما تقدّم، يبدو واضحا صاحب الغبطة ان مكمن العقدة الحكومية معروف، وقد تم وضعك قبل ايام في التفاصيل الكاملة والمفصّلة للعرقلة التي تواجه مهمة الرئيس المكلّف وتجميد التشكيلة الحكومية التي قدّمها.
من هنا بات لزاما، صاحب الغبطة، طرح السؤال حصرا على فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن أسباب عدم البت بالتشكيلة الحكومية التي قدمها ميقاتي او باقل تقدير سؤاله عن اسباب عدم النقاش معه بشأنها. ومن المفيد، صاحب الغبطة أيضا، ان يكون كلامكم “عن اتفاقَ الطائف  الذي جعلَ مجلسَ الوزراء، إلى جانب رئاسةِ الجمهوريّةِ، الركيزةَ المحوريّةَ ومركزَ السلطةَ التنفيذيّة”، موجها حصرا الى مَن يسعون باستمرار الى النيل من التوازنات التي ارساها اتفاق الطائف والنيل من مقام رئاسة مجلس الوزراء والتطاول على شاغله، والسعي لفرض واقع قد يتسبب باشتعال نيران ستلفح بالدرجة الاولى من يقوم باشعالها ومَن يمثل في التوازنات اللبنانية.
إنها ساعة الحقيقة يا صاحب الغبطة على مشارف استحقاق رئاسي يعني الموارنة والكنيسة المارونية بالدرجة الاولى، “فما مِن خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُظهَر، ولا مِن مَكتومٍ إلَّا سَيُعلَمُ ويُعلَن”.