بدأ الوسيط الأميركي في عملية ترسيم الحدود البحرية، آموس هوكشتاين ، زيارة رسمية الى لبنان تستمرّ لأيام عدة، يجول خلالها على المسؤولين لا سيما المعنيين بملف ترسيم الحدود في إطار استكمال المفاوضات للتوصل الى اتفاق حول ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي.
وكتبت” الاخبار”: “جدية يجب التوقف عندها”. هذا ما لخّصه مسؤول بارز اطلع على جولة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين أمس، والتي اختتمت ليلاً بتلبيته دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى عشاء حرص الأخير على أن يحضره نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بصفته ممثلاً للرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بصفته ممثلاً لثنائي أمل وحزب الله. وقد نوقش ملف الترسيم خلال اللقاء، وطلب هوكشتين أن يكون اجتماعه اليوم في قصر بعبدا مع الرؤساء الثلاثة معاً. وفي هذا الإطار جاءت دعوة الرئيس ميشال عون الرئيسين نبيه بري وميقاتي، ليلاً، إلى لقاء في قصر بعبدا بعد احتفال عيد الجيش، على أن يعقدوا لقاء تشاورياً قبل وصول الوسيط الذي سيعرض الاقتراح الجديد الذي يحمله من إسرائيل.
وتكشف مصادر مواكبة لملف الترسيم لـ”البناء” أن الموقف اللبناني سيكون موحداً أمام الوسيط الأميركي، تلفت الى أن خط الـ 29 حق للبنان وحدوده الموثقة بالأدلة والخرائط والمدعمة بالقوانين الدولية لا سيما قانون البحار والاتفاقيات المعمول بها دولياً، لكن الاقتراح الرسمي استقر على الخط 23 مع بعض المساحة الاضافية بين الخطين 23 والـ29 من بينها حقل قانا، لكن العقدة وفق المصادر هي في البلوك 8 حيث يمر خط أنبوب الغاز الاسرائيلي الى أوروبا، ما سيخلق مشكلة في حق المرور من هذا البلوك الذي يتمسّك به لبنان.
وكتبت ” النهار”: يمكن اختصار المعطيات البارزة التي واكبت وصول الوسيط الأميركي الى بيروت امس، بانها تعتبر مقدمات لتطور هو الأبرز منذ اكثر من عشرة أعوام، أي ما بين الوسيطين الأميركي السابق فريدريك هوف والحالي هوكشتاين. ومع ان اركان الحكم كانوا وضعوا في أجواء أولية قبيل عودة هوكشتاين حيال “إيجابيات” في الرد الإسرائيلي الذي سينقله على الطرح اللبناني الذي تبلغه في زياره السابقة، فان الامر اكتسب صدقيته امس بعد ساعات قليلة من شروع الوسيط الأميركي في جولته على عدد من المسؤولين تمهيدا للقاءات التي سيجريها اليوم مع كل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، علما ان هذه اللقاءات ستجرى تباعا في ساعات النهار عقب الاحتفال العسكري الذي سيحضره الرؤساء الثلاثة صباحا لمناسبة عيد الجيش. وإذ سادت انطباعات واسعة من دون تفاصيل كافية بعد، عن “مرونة” في الموقف الإسرائيلي سينقلها هوكشتاين الى الرؤساء، من شأنها ان تحيي الاتجاه الى إعادة استئناف مفاوضات الترسيم في الناقورة، بدا لافتا للغاية ان يستبق “حزب الله” وصول هوكشتاين وهذا التطور، الذي يفترض ان يكون مطلعا عليه بدقائقه، باستعراض القوة والتهديد بقصف منصات استخراج الغاز الإسرائيلية، الامر الذي رسم سؤالا عريضا عما اذا كان التطور الإيجابي الحاصل قد اثار قلق “حزب الله” وفزعه من حصول تسوية لا يريدها، ومن خلفه ايران، الامر الذي دفعه الى استباق الامر بعرض سيناريو حربي من شانه ان يحبط التطور الإيجابي في مهده. وما زاد الشكوك في “فزع” الحزب من احتمال حصول تقدم نحو تسوية للترسيم واستخراج الغاز والنفط، الموقف اللافت مجددا الذي اتخذه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب من عرض “حزب الله” لفيديو التهديد بقصف المنصات الإسرائيلية، اذ اعلن انه لا يمثل موقف الدولة اللبنانية في تكرار لموقفه سابقا من ارسال “حزب الله” مسيرات فوق حقل كاريش. وهو الامر الذي يضيء على موقف العهد ورئيس الجمهورية شخصيا، المعني الأول بالتفاوض حول ملف الترسيم، وتاليا هل يشكل موقف وزير الخارجية تكريسا لتمايز بين موقفي الدولة و”حزب الله” سيظهر في الساعات المقبلة؟ وماذا سيكون عليه موقف الحزب اذا ظهرت معالم مرونة في موقف العهد وتاليا الرؤساء مما سيتبلغونه اليوم من الوسيط الأميركي؟ هل يمضي في التصعيد بما يؤشر الى خلفية موقف إيراني متصلب ومتخوف من سحب بساط نفوذ طهران او تخفيفه وتحجيمه من هذا الملف؟ ام يبدل مقاربته إيجابا تحت عنوان ان تهديده بالقوة وفّر للبنان بداية تحصيل حقه في توظيف ثروته المائية في المنطقة الاقتصادية الخالصة ؟
وكتبت” نداء الوطن”: رفع “حزب الله” منسوب الخطر والتحدي، فدشّن أمس مرحلة “العد العكسي” لاندلاع الحرب مع إسرائيل، مستهلاً إياها بنشر إعلامه الحربي صوراً حرارية التقطتها رادارات صواريخه وتبيّن إحداثيات المنصات العائمة الإسرائيلية وسفن الحفر والإنتاج في حقول النفط والغاز موسومة بعبارة “في المرمى” مع مقتطف صوتي مسجّل لأمين عام “الحزب” السيد حسن نصرالله يقول فيه “اللعب بالوقت غير مفيد”، وهي رسالة تهديدية استهدفت بشكل أساس مهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين ووضعتها “في المرمى”، سيما وأنها تزامنت مع وصوله إلى بيروت لاستئناف نقاشاته مع المسؤولين حيال الجواب الإسرائيلي على الطرح اللبناني للترسيم.وإذ يجتمع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا صباح اليوم على نية البحث في “الموقف الرسمي الموحّد” الذي سيتبلغه هوكتشاين، لم يُخفِ إعلام “حزب الله” وضع الوساطة الأميركية في مرمى رسائله “الدقيقة” فشدد على أنّ التسجيل المصوّر الذي عرضه الإعلام الحربي “يحمل الكثير من الرسائل المباشرة وغير المباشرة للعدو وللمفاوض الأميركي الذي عاد إلى لبنان”، وذلك بالتوازي مع الحرص في الوقت عينه على تظهير دوريات راجلة من عناصر “القمصان السود” بمحاذاة الشريط الحدودي تأكيداً على الجهوزية البرية كما البحرية لخوض غمار الحرب في حال لم يحمل هوكشتاين طرحاً يلقى استحسان قيادة “حزب الله” لقضية الترسيم والاستخراج…
وكتبت” اللواء”:نقل زوار رئيس الجمهورية ميشال عون ان اخر العروضات «الاميركية-الاسرائيلية» التي تبلغتها بعبدا هو باستخراج المنصة العائمة ذاتها الموجودة قرب حقل كاريش للنفط اللبناني والفلسطيني المحتل وان هذا جزءا من الطرح الذي يحمله هوكشتاين في زيارته ، ويروج هؤلاء بان عون ابلغهم بموافقة رئيسي الحكومة ومجلس النواب والاهم موافقة حزب الله على هذا العرض.
ولكن يبدو ان لحزب الله كلام اخر، فاوساط مقربة من الحزب ابلغت «اللواء» باستحالة قبول حزب الله بعرض من هذا النوع ومن غير المعقول او المنطقي ان يكون الحل عبر هذه الالية ، مشككة بان يكون الرئيس عون قد قال هذا الكلام ، وفي اسوا الاحوال فان الرواية قد تكون منقولة عنه بشكل خاطىء.وكتبت” الديار”: الطرح الذي يحمله هوكشتاين بحسب التقديرات يدور حول الخطّ 23 وإمكانية تعديله (متعرّج بدل أن يكون مُستقيم) بما يضمن المصالح الإسرائيلية ويوافق عليه لبنان. وتقول المعلومات أن هوكشتاين يحمل طرحًا ينصّ على المحافظة على الخط 23 بصيغته الحالية (أي أن إسرائيل تحتفظ بحقّها في حقل قانا) على أن تسمح للدولة اللبنانية ببدء التنقيب على الغاز في هذا الحقل ويؤجّل موضوع البت بالحدود إلى موعدٍ أخر. هذه الصيغة التي من المستبعد أن يقبلها لبنان الرسمي – إلا إذا مورست عليه ضغوطات هائلة – يُلاقيها موقف المقاومة التي لن ترضى بأقل من حقل قانا.وقالت اوساط واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية”، انّ الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين أبلغ إلى بعض من التقاهم امس في بيروت، انّه يحمل طرحاً جديداً في شأن ترسيم الحدود البحرية، يختلف عمّا سبقه، مشيراً إلى انّ “من المفروض ان يضعنا الطرح المعدل على السكة الصحيحة، وان يحقق تقدّماً نحو الحل”. وتوقف هوكشتاين عند رسائل “حزب الله” الأخيرة عبر عملية المسيّرات او الفيديو المصور، معتبراً “انّ هذه التصرفات تزيد الاسرائيليين تشبثاً بمواقفهم ولا تساعد في دفع الملف إلى الامام”.