كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: لماذا تسعى إسرائيل لقضم جزء من الرقعة 8؟ وهل الأمر مرتبط بتصدير الغاز إلى أوروبا؟
بداية، لا بدّ من الإشارة إلى مصطلح «حقل قانا» غير علمي، انطلاقاً من قاعدة أن الحقل يُعلن عنه بعد المسح والاستكشاف والحفر والتنقيب والاستخراج، في حين لبنان لم يستطلع ويستكشف ويحفر في قانا. هو عبارة عن مكامن محتملة لكنها لم تخضع بعد للدراسات، ليكون أشبه بالسمك بالبحر.أكثر من ذلك، فإنّ بعض الخبراء العاملين في هذا الشأن يلفتون إلى أنّ التقديرات الأولية تشير إلى أنّ حقل قانا قد يكون مشابهاً جيولوجياً لحقل كاريش، ما يعني احتمال أن يكون متواضعاً في ثروته النفطية، على عكس المكامن المحتملة في الرقعة 8 التي يُعتقد أنّها مشابهة لحقل تمار بالجيولوجيا والموجودات والأهمية، حيث تفيد بعض التقديرات الأولية بوصول قيمة محتويات هذه الرقعة إلى نحو 8 إلى 12 ألف مليار قدم مكعب أي ما يعادل 8 إلى 12 تريليون قدم مكعب. ولهذا، يقول المتابعون إنّ الغنى المحتمل للرقعة 8 هو الذي يجلعها موضع اهتمام إسرائيل، في محاولة لإجراء مبادلة بين جزء منها وحقل قانا المتواضع في موجوداته، مشيرين إلى أنّ الحديث عن حاجة إسرائيل لهذه المساحة الإضافية من الرقعة 8 لمدّ أنبوب إلى أوروبا غير مقنع لأنّها تعتمد راهناً على مصر.
وأمام فشل إسرائيل في تصدير الغاز بمفردها بسبب عقبات البنية التحتية، انتهت معركة شرق المتوسط بوضع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رهاناتهما على القاهرة. وقد ساهم موقع مصر الجغرافي التفضيلي في الوصول إلى اتفاق ثلاثي (الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ومصر)، مع امتلاكها بنية أساسية جاهزة غير مُكلفة لتسييل الغاز ونقله مُسالاً من دون الحاجة إلى أنابيب، وكذلك وجود خط الغاز القديم الواصل بينها وبين إسرائيل منذ العام 2008 لنقل الغاز الإسرائيلي إليها. أضف إلى ذلك أن محطتَيْ تسييل الغاز المصريَّتين في مدينتَيْ «إدكو» و»دمياط» تطلان على البحر مباشرة، وهو ما يُسهِّل نقل الغاز إلى أوروبا عبر المتوسط.