لهذه الأسباب جاء بيان ميقاتي بهذه الحدة

4 أغسطس 2022
لهذه الأسباب جاء بيان ميقاتي بهذه الحدة


من خارج السياق وبشكل مفاجئ، أصدر “التيار الوطني الحر” بيانا صباح امس حمّل فيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المسؤولية عن كل كوارث لبنان السياسية والاقتصادية ومن ابرزها ازمة الكهرباء.
وقد خُيّل لمن اطلع على البيان ان من اصدره وصل حديثا الى البلد وفوجئ بما يجري، ولم يكن جزءا من عهد رئاسي امتد على ست سنوات وشارف على نهايته، او شريكا منذ سنوات في السلطتين التنفيذية والتشريعية، ويمسك بالكثير من مفاصل السلطة ويملك ذراعا قضائية للاستخدام “عند الحاجة”.
لكن أكثر ما لفت المطلعين على بيان “التيار” حال الانفصال الكلي عن الواقع لدى من اوعز باصدار هكذا بيان، حيث تم تحميل رئيس الحكومة مسؤولية ازمة الكهرباء، في حين ان خمسة وزراء من “التيار الوطني الحر” تسلموا على مدى ١٧ سنة متتالية وزارة الطاقة والمياه.
مصدر معني شرح ظروف بيان ميقاتي ، الصادر عبر مكتبه الاعلامي، فقال: في كل مرة يحصل فيها تقارب او لقاء  بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ، يدخل رئيس “التيار” جبران باسيل على الخط للعرقلة، والشواهد في هذا الاطار كثيرة ومن ابرزها تسريب التشكيلة الحكومية التي قدمها ميقاتي لعون ، وتسريب اخبار عن رفض عون استقبال ميقاتي…الخ.
وقد هال باسيل اللقاء الثلاثي الذي جمع الرؤساء عون وبري وميقاتي في القصر الجمهوري في عيد الجيش والاتفاق الذي حصل بينهم بشأن مقاربة ملف ترسيم الحدود، فيما هو خارج الصورة ويسترق السمع من خلف الحيطان ليعرف ما يجري، فاوعز باصدار بيانه صباح امس وضمّنه كل المغالطات المعروفة”.
وعن حدة البيان واستخدامه تعابير غير مألوفة عند ميقاتي للمرة الاولى يجيب المصدر: لقد آثر رئيس الحكومة بداية عدم الرد على بيان “التيار” الذي صدر صباحا، واستمر مكتبه يرصد ردات الفعل ، فتبين ان هناك من اوعز باستخدام بيان التيار لبرمجة حملة سياسية واسعة النطاق كل النهار ضد ميقاتي، سواء عبر بيانات لنواب  ومسؤولين في” التيار” او عبر ” الجيش الالكتروني” العوني عبر مواقع التواصل الاجتماعي.  كذلك تبين انه طلب من المعنيين بالحملة التطاول الشخصي على رئيس الحكومة ، على غرار ما فعل باسيل شخصيا بالصوت والصورة قبل فترة”.
ويتابع المصدر “وكان الملفت ان بيان “التيار” صدر في وقت كان فيه مقرّبون من باسيل ينقلون منذ ايام “رسائل التهدئة” الى رئيس الحكومة، موحين بأن “باسيل يريد فتح صفحة جديدة من التعاون”، وقد اصيب هؤلاء بالذهول امس من “المفاجأة الباسيلية” فغابوا عن السمع او اكتفوا بالتعليق” عذرا فنحن لا نملك جوابا عن اسباب ما حصل”.
ويختم المصدر بالقول “لقد تحمّل رئيس الحكومة ما لا يحتمل من “التضليل والفجور الباسيلي” وبات لزاما وضع الامور عند حدها حتى لا يعتقد” الفاجر” انه قادر على المضي في فجوره وتضليله”.
ويعتبر المصدر “مع قناعة الرئيس ميقاتي بأن الوضع لا يحتمل السجالات، الا ان الكرامة الشخصية والوطنية تقتضي وضع الامور في نصابها ، خصوصا وان رئيس الحكومة يقوم بكل ما يلزم لتمرير المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن ويعالج ما امكن من مشكلات متراكمة منذ سنوات وليس هو مسؤولا عنها”.