استأنف التيار الوطني الحر هجومه على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ما يطرح العديد من الاسئلة عن الهدف الذي يسعى اليه في هذه الظروف التي يمرّ بها لبنان والمنطقة، وفي وقت ينتظر فيه لبنان عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان ليضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء الاجوبة التي يحملها من اسرائيل على اقتراحات المسؤولين اللبنانيين وإمكانية استئناف مفاوضات الترسيم في الناقورة.
مصادر سياسية كشفت لجريدة “الانباء” الالكترونية أن هدف الحملة على ميقاتي يتخطى حدود التعيينات لموظفي الفئة الأولى في الادارة العامة، وربما يتوسع لخلق أجواء في البلد تصل الى تعطيل الاستحقاق الرئاسي بعد خلق جو سياسي ملبّد قد لا يسمح بإنجاز هذا الاستحقاق بموعده ويسمح ببقاء رئيس الجمهورية في بعبدا ريثما تسنح الأجواء السياسية بإنجاز هذا الاستحقاق، عازية هذا الاعتقاد الى الكباش القائم أيضاً مع القطاع المصرفي والاجراءات القضائية المسيّسة التي تطال مصرف لبنان تارة والمصارف تارة أخرى، ما دفع بجمعية المصارف إلى إعلان الإضراب ما يعني شلّ البلد بشكل كامل.
المصادر السياسية لم تر موجباً للحرب على ميقاتي لو لم يكن لدى التيار مصلحة تتخطى الشكليات، خاصة وأن حظوظ جبران باسيل بالوصول الى بعبدا تشهد تراجعاً ملحوظاً، ولهذه الأسباب يريد تعطيل إنجاز هذا الاستحقاق وعلى طريقة المثل القائل”عليي وعلى اعدائي”.النائب السابق ماريو عون المبتعد عن متابعة ما يتخذه التيار من مواقف منذ الانتخابات النيابية، فإنه يرى أن هذا السجال القائم بين التيار وميقاتي غير مستحب، معتبراً في حديث مع “الانباء” الالكترونية أن “هكذا سجالات تؤزم الأوضاع السياسية أكثر في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها البلد، فالوضع بشكل عام يستوجب الهدوء والتفرغ الى معالجة الأزمات إذ لا يجوز أن يستمر الوضع على ما هو عليه”.النائب السابق علي درويش اعتبر ان هناك فريقاً منزعج من مواقف ميقاتي وأراد أن يخلق جواً من التوتر في البلد وقد يكون نجح الى حد ما على مستوى تصعيد الخطاب السياسي.درويش وفي حديث لجريدة “الانباء” الالكترونية رأى أن “هذا الخطاب الذي نشهده لا يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين”، مشيراً الى أن ميقاتي لا يحيد عن مواقفه الأساسية التي تخدم لبنان وهو غير مسؤول عن المواقف ذات المنحى التصعيدي التي يلجأ اليها البعض، داعيا الى الهدوء لتمرير الاستحقاق الرئاسي بسلام لأن لا أحداً لديه مصلحة بتعطيل الانتخابات الرئاسية.