كتب محمد علوش في “الديار”: على الرغم من أن غالبية القوى السياسية باتت مقتنعة بأن لا فرصة حقيقية لتأليف الحكومة قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، قرر “التيار الوطني الحر”، في الأسبوع الماضي، فتح مواجهة جديدة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أساس أن الرجل من خلال صفته الثانية، أي رئيس الحكومة المكلف، لا يريد الذهاب إلى تشكيل حكومة جديدة قبل نهاية ولاية الرئيس الجمهورية، وهو ما يعتبره هذا الفريق موجهاً ضدّه بالدرجة الأولى لاستكمال وضع اللبنة الأخيرة في مخطط إفشال عهد عون.
هناك من بدأ يرى في السجال الحالي رغبة من جانب التيار بتحضير الأرضية السياسية لفتح معركة الصلاحيات، في حال عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل نهاية ولاية عون، لا سيما مسألة قدرة حكومة تصريف الأعمال على تسليم صلاحيات رئيس الجمهورية، في ظل الإتهامات التي يوجهها، منذ ما قبل تكليف ميقاتي، بأنه في الأساس لم يكن يريد التأليف.
إن هذه المعركة على الصلاحيات ستشتد في الأسابيع المقبلة، وسيدخل عليها قوى أخرى غير التيار الوطني الحر، قد يكون أولها البطريرك بشارة الراعي الذي تحدث عن رفض تسلم حكومة تصريف أعمال مصير البلد، وهو ما يعني أن هذا الصراع السياسي سيلبس طابعاً دينياً، بين السنة والمسيحيينن علماً أن مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان قد دخل على الخط مؤخراً بعد بيانات التيار الوطني الحر النارية بوجه رئيس الحكومة المكلف.
إذأً بحال غابت التسوية الرئاسية المرتبطة بشكل أساسي بملف الترسيم بين لبنان والعدو الإسرائيلي، سندخل في مواجهة دينية سياسية، لن تكون البطريركية المارونية ودار الفتوى خارجها، لا شكَ أن ما كنا نقوله سابقاً عن رغبة لدى محيطين برئيس الجمهورية بشأن عدم مغادرة القصر الجمهورية في 31 تشرين الأول بحال لم تكن الحكومة القائمة مكتملة الأوصاف، سيعود على طاولة البحث من جديد لكن هذه المرة سيكون موقف عون مدعوماً من المركز المسيحي الأول في البلاد، الذي وإن كان لا يتوافق مع عون الا أنه سيعتبر المسألة استراتيجية على الصعيد المسيحي.