في الأول من تموز تم اعتماد تعرفة جديدة للاتصالات والانترنت، وذلك تطبيقًا لقرار صادر عن الحكومة في أيار الماضي. هذا القرار يعتبر كثيرون انه أنقذ القطاع من الانهيار لأنه لم يكن قادرا على الاستمرار على حاله مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان والارتفاع المستمر للدولار.
وعلى عكس ما يظن البعض،وعلى الرغم من زيادة الأسعار، تشير المعطيات إلى ان قطاع الاتصالات ارتفع سواء في الخطوط الثابتة او الخلوي، وثمة تهافت على شراء الخطوط وانتعاش باستهلاك كل باقات الإنترنت. فكيف سينعكس هذا الأمر على القطاع؟
مدير عام هيئة “أوجيرو” عماد كريدية أوضح في حديث لـ “لبنان 24” انه “في منتصف شهر آب الحالي تصدر فواتير الاتصالات وبالتالي سيتبين كمية زيادة المداخيل بعد زيادة التعرفة وعدد الزبائن”، مؤكداً وجود تطور إيجابي بأعداد المشتركين.
ماذا عن الأعطال المتكررة التي تطرأ على خدمة أوجيرو؟
يشدد كريدية على ان “الأعطال بمعظمها ناجمة عن مشكلة الكهرباء”، ويضيف: “قد يتوقف مولد كهرباء نتيجة الضغط الكبير بسبب ارتفاع ساعات التقنين ما يؤدي إلى توقف خدماتنا، والناس تعتبر ان هذا الأمر هو عطل ولكنها فعليا ليست أعطال علما ان فرق الصيانة تعمل سريعا على حل الأعطال”.
ولفت كريدية إلى وجود مشكلة إضافية إلى جانب الكهرباء هي مشكلة السرقات التي تطال السنترالات من سرقة كابلات وبطاريات ومولدات، مؤكدا ان “السرقات ما زالت مستمرة وبوتيرة أكبر ولاسيما في المناطق التي لا تشهد كثافة سكانية ما ينعكس سلباً على الخدمات”.
وأضاف: “نعمل على تأمين قطع الغيار وشراء معدات بديلة بقدر إمكاناتنا لتأمين الخدمات للمشتركين بأسرع وقت”. وشدد على انه بفضل جهود موظفي هيئة أوجيرو فان أكثر من 93 % من الأعطال يتم حله.
وأثنى كريدية على عمال وموظفي “الهيئة” الذين، وعلى الرغم من إضراب القطاع العام، يداومون بغالبيتهم ويسارعون لمعالجة كل الأعطال ويستمرون في العمل عكس ما يحصل في القطاعات العامة التي توقفت الأعمال فيها.
وأشار إلى ان “هناك من لا يستطيعون التوجه إلى مراكز عملهم ومن بينهم المياومون في المناطق بسبب مشكلة ارتفاع أسعار البنزين”.
وأكد ان هيئة “أوجيرو” تعمل بشكل طبيعي والانترنت لم يتوقف يوماً والوضع ليس سيئا.
وعن إمكان اعتماد الطاقة الشمسية بديلا للكهرباء، أشار كريدية إلى ان “أوجيرو” بدأت باعتماد الطاقة الشمسية في عدد من المحطات، وقال في هذا الإطار:” كل موازنات الهيئة تدفع حاليا لتأمين المازوت لتشغيل السنترالات ونحن لا يمكننا ان نتحول إلى شركة كهرباء واستطعنا بالاعتمادات المتوفرة لدينا نقل محطات للطاقة الشمسية وبالتالي، عوضا عن دفع 3 ملايين دولار لشراء المازوت سيخفض هذا المبلغ إلى مليوني دولار”.
وأشار إلى “هبة من الحكومة الصينية عن طريق مجلس الانماء والإعمار تتضمن تأمين بطاريات تشريج سنستطيع من خلالها تأمين الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية وبدل ان تعمل المولدات 20 ساعة يوميا ستعمل 3 ساعات ويكون الاعتماد على الطاقة الشمسية بشكل أكبر”.
اعتماد تسعيرة بالدولار
هل يُمكن ان تتحول أسعار الانترنت في هيئة “أوجيرو” إلى الدولار؟ كريدية يستبعد حصول هذا الأمر ولاسيما كقطاع عام، وقال: “على العكس علينا ان ندافع عن الليرة إضافة إلى ذلك الدولار غير متوافر مع كل اللبنانيين ولا يزال قسم كبير منهم يقبض رواتبهم بالليرة”.
قريبا ارتفاع بالايرادات
واستنكر كريدية الانتقادات التي تطال قطاع الاتصالات وهيئة أوجيرو، وقال: “الوضع صعب والناس يتعاملون معنا وكأنهم يعيشون في دولة أخرى، علما اننا القطاع الوحيد الذي يعمل في البلد، والناس يتقبلون فكرة انقطاع الكهرباء ولكنهم لا يتقبلون حصول أعطال في الانترنت”.
وتابع: “نحن نتعرض لظلم كبير ويتم انتقادنا على الرغم من اننا لم نتوقف يوما عن العمل على الرغم من الظروف الصعبة التي يعاني منها عمال الهيئة. قطاع الاتصالات حساس وإذا توقفت خدمة الانترنت يتوقف البلد كليا من مستشفيات ومطار ومصارف ومؤسسات وأعمال”.
وختم بالقول:” نحن تميزنا عن قطاع الخلوي بأننا ضاعفنا الأسعار بنسبة 2 ونصف بالمئة فقط وهي أرخص من الشركات الخاصة، والهواتف الأرضية تعمل بشكل طبيعي وقدمنا باقات متعددة وخدمات جديدة تناسب الجميع ونأمل ان يتبع ذلك ارتفاع في إيرادات الهيئة.”
يُشار إلى ان قطاع الاتصالات الذي كان يُعتبر في مرحلة من المراحل “نفط” لبنان شكّل عام 2017 نسبة 12 % من إيرادات الدولة، أي رابع أعلى نسبة من الإيرادات، بعدما كانت هذه الإيرادات تشكّل 16 % قبل عام 2012، واستمرت بالتراجع خلال السنوات الأخيرة، من 1107 ملايين دولار عام 2011 إلى 650 مليوناً عام 2019، في وقت يمكن رفعها إلى 4 مليارات دولار عام 2024 في حال تم إصلاح القطاع بشكل جذري.