بإبداعٍ كبير ومتزايد، يقدّم الممثل اللبناني بديع أبو شقرا مسرحية رائعة عن المؤلف الموسيقي الألماني “بيتهوفن”، مجسداً من خلالها سيناريو الحياة الصاخبة بالآلام والعذاب التي عاشها الأخير.
المسرحيّة التي يؤديها أبو شقرا على “مسرح مونو” على مدى يومين متتاليين (الثلاثاء 9 آب و الأربعاء 10 آب)، منبثقة من كتاب للأديب اللبناني اسكندر نجار بعنوان “اعترافات بيتهوفن”، وقد تولّى صياغتها باللغة العربية الشاعر هنري زغيب. مع هذا، يشارك في العمل الفني إلى جانب أبو شقرا العازف الفرنسي نيكولا شُڤرو.
وسيكشف أبو شقرا خلال المسرحية اليوم عن الكثير من جوانب حياة بيتهوفن، إما على الصعيد العائلي أو على صعيد المُعاناة مع النساء فضلاً عن الأخطاء السياسية. أمّا الأمر الأساس، فيرتبط في إبراز أبو شقرا قوّة بتهوفن وصلابته على مواجهة المعاناة بصبرٍ وصلابة.
اللافت في الأمر أكثر هو أن النص المُعرّب حافظ على روحية النص الأصلي الذي كان باللغة الفرنسية، وهذا الأمر جاء بلمساتٍ رائعة من الشاعر هنري زغيب. مع هذا، فإن النص الحالي لم يكن بعيداً عن الإبداع في النسج، بل تضمن رونقاً خاصاً جاء مسكوباً ببلاغة ورصانة.
وفي ظل مشهدية “بيتهوفن” المؤثرة، ستنساب الأمور باتجاه الحاضرين بإطارٍ سردي، في حين أن الموسيقى ستتداخلُ في ظلّ كل ذلك، إذ ستكون متفاعلة مع اعترافات الرّاوي لتذهب أكثر نحو محاكاة كل اعترافٍ يكشفه عن نفسه.
كل ذلك، سيحملُ رواد مسرح “مونو” اليوم إلى الإبحار بعيداً في إحساس بيتهوفن بعيداً عن أي تلقين مُستهلك. كذلك، فإن العمل المسرحي سيغوص أكثر في جوانب شخصية بيتهوفن التي تألقت على الصعيد الإنساني بكل تناقضاتها، وستسمحُ للمشاهد بالسفر أكثر في أفكاره وتطلعاته وكيفية معالجته للصعاب.
وما لا يمكن نكرانه أيضاً هو أن هذا العمل المسرحي سيكسرُ جموداً في ظل ضعف النتاج الثقافي في لبنان. لكنّه رغم ذلك، ستكون “نوتات” بيتهوفن مُحلقة في بيروت، وستجوبُ نفوس الحاضرين بكل قوة، وستثبت أن الإبداع يكسر العزلة بكل قوة ومن دون أي تردّد.
«اعترافات بيتهوفن»: س:20:30 مساء اليوم وغداً ـــــ «مسرح مونو – الأشرفية) ــــــ للاستعلام: 70/626200
)الأخبار – بتصرّف(