إنه ليس مشهدًا سينمائيًّا اعتدنا عليه في أفلام “الأكشن” لكنه واقع حصل في لبنان اليوم بعدما احتجز المواطن بسام الشيخ حسين بطريقة مسلحة الموظفين وبعض المتعاملين في مصرف “فدرال بنك” في الحمرا مطالبًا بإعطائه وديعته البالغة 209 آلاف دولار، والنتيجة الاتفاق مع المسلح على إعطائه جزءًا من الوديعة.
فبعد مفاوضات دامت نحو 6 ساعات، خرج بسام الشيخ حسين من مصرف “فدرال بنك” في الحمرا وتوجه مباشرة إلى سيارة بيضاء كان يتواجد فيها شقيقه، في حين تم إخراج الموظفين والمتعاملين تباعًا من المصرف، أما المبلغ المتفق على تسليمه إياه فتضاربت المعلومات حوله إذ أشارت بعض المعلومات أنه بلغ 30 ألف دولار فيما أشارت معلومات أخرى أنه وصل إلى 35 ألف دولار.
وبالعودة إلى تفاصيل الحادثة، دخل اليوم، أحد المودعين ويُدعى بسام الشيخ حسين (42 عاما) الى حرم مصرف “فدرال بنك” في الحمرا، وهو يحمل سلاحاً وبحوزته مادة البنزين، وعمد الى احتجاز الموظفين وعملاء كانوا في الداخل، مطالبا بتسليمه أمواله التي تبلغ 209 آلاف دولار.
وقد سادت حالة من الذعر بين الموظفين والزبائن، بعدما هدد المودع بإشعال نفسه وقتل من في الفرع، شاهرا سلاحه في وجه مدير فرع المصرف.
وحضرت الى المكان عناصر من القوى الأمنية والجيش وفرق من الصليب الاحمر والدفاع المدني لمواجهة اي طارئ . وبرر المودع سبب تصرفه ودخوله الى المصرف بهذه الطريقة للمطالبة بأمواله التي تبلغ 209 آلاف دولار وبأموال شقيقه التي تبلغ 500 الف دولار في حين أن والدهما دخل الى المستشفى منذ فترة لاجراء عملية من دون استطاعته دفع تكاليفها.
كما حضر رئيس جمعية المودعين اللبنانيين حسن مغنية مع أعضاء من الجمعية في محاولة منهم لاقناع المودع المسلح وثنيه عن القيام باي عمل مؤذ. ودخل مغنية الى داخل المصرف للتفاوض مع المودع الذي كان أطلق طلقتين في الداخل، الا انه لم يلق تجاوبا وأصر المودع على أخذ وديعته كاملة من المصرف، علما أنّه كان يُطالب بدايةً بسحب مبلغ 5500 دولار فقط. وأشار مغنية الى ان “سياسة اللامبالاة التي اعتمدت بشأن حقوق المودعين في المصارف أوصلتنا الى ما نشهده الآن”، محذرا انه “اذا لم تعالج الامور سريعا مع ضمان حقوق المودعين، فان الوضع سيتفاقم أكثر وسنشهد حالات كثيرة من هذا النوع، اذا لم تتبلور الصورة وتعلن الحكومة والمعنيين على أي أساس ستحفظ حقوق المودعين”.
لاحقًا، ووصل عشرات المودعين إلى محيط المصرف تضامنا مع المسلح، وطالبوا باسترجاع ودائعهم.
وفي أوّل تعليق له، قال شقيق المودع الذي احتجز الرهائن لـ”الجديد”: “والدنا في مستشفى الزهراء ولا قدرة لنا لإستكمال العلاج ولا مشكلة لدينا بدخول أخي إلى السجن وكل ما نريده هو “انو نفك ضيقتنا”.
وفي وقت لاحق، سمح المسلح لأحد المودعين بالخروج من المصرف بسبب حالة الرهينة الصحية وقد أسعفه الصليب الأحمر فور خروجه.
وقامت القوى الامنية بإبعاد الصحفيين من محيط المصرف الى خلف الخط الفاصل الذي وضعته.
وعرض المصرف بداية على المسلح تسليمه 10 آلاف دولار لحلّ القضية وقوبل العرض بالرفض، كذلك رفض المودع عرضا ثانيا بتسليمه مبلغ 30 الف دولار من وديعته، وجدّد تأكيده على استرداد أمواله كاملة، ليرضى في نهاية المطاف بتسليمه جزءًا من أمواله ويخرج هو والموظفون والمتعاملون بسلام من المصرف.