“حزب الله” عند جنبلاط.. حذر في العمق واستعراض في الشكل

12 أغسطس 2022
“حزب الله” عند جنبلاط.. حذر في العمق واستعراض في الشكل


لم يتأخر اللقاء العلني الذي اعلن عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع “حزب الله”، بل حصل مع “همروجة” اعلامية لا بأس بها استفاد منها الطرفان من اجل تحقيق اهدافهما السياسية “والاستثمار” قدر الامكان في الخطوة بالغة الاهمية اذا ما قيست بالمرحلة وتوقيتها والظروف المحيطة بها.

كما كان متوقعا رفع “حزب الله” مستوى تمثيله في اللقاء الى المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل، خصوصا ان اللقاءات التنسيقية السابقة بين الحزب والاشتراكي كانت تحصل مع رئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، وعليه كان لا بد من خطوة تطمئن جنبلاط الى جدية الحزب وليونته.ليس معلوما بعد المدى الذي سيبلغه التموضع الجنبلاطي الجديد، لكن الاكيد ان الرجل بدأ مسارا غير مرتبط بردات فعل داخلية بل بقراءة اكثر تعقيدا للمشهد الدولي والاقليمي، بالتوازي مع ارتفاع مستوى التوتر بين لبنان واسرائيل وبالتالي امكان حصول اشتباك ما مع حزب الله في الجنوب. 

يتقن جنبلاط اختيار اللحظة السياسية المناسبة، فهو يعلم ان “حزب الله” سيكون اكثر ليونة في لحظات ارتفاع منسوب التوتر مع اسرائيل، وعليه فإن التقارب المطلوب في المختارة سيسير اسرع من اي مرحلة اخرى وسيتخطى الحزب تحفظاته السابقة بإندفاع اكبر مما جرى في حقبات مختلفة. 
لكن، وبحسب مصادر مطلعة، فإنه وبالرغم من ان اللقاء امس كان ايجابيا،  الا انه تناول القضايا بشكل عام ولم يدخل الى تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية والتسويات والاستحقاقات، بل بقي وفد “حزب الله”  حذرا وحاول ابقاء مستوى التقدم بالعلاقة مرتبطاً بتحسين التواصل الثنائي وتعزيزه واعادة بناء الثقة قبل الدخول في نقاش التسويات ومصير الاستحقاقات. 
وترى المصادر ان الحزب لن يتباطأ في تعزيز علاقته الثنائية مع جنبلاط اذا اراد الاخير ذلك لكنه في الوقت نفسه لن يستعجل الدخول في نقاشات تفصيلية واعطاء واخذ الالتزامات السياسية، من هنا يمكن القول بأن اللقاء في العمق لم يكن له نتائج وتبعات كبيرة بل كان مجرد لقاء ودي، يفتح صفحة جديدة في العلاقات. 
الا انه،وعلى خلاف المضمون، جاء اللقاء في الشكل احتفاليا نوعا ما ومليئا بالاستعراض السياسي، اذ سعى “حزب الله” تحديدا الى ايصال رسائل الى “القوات اللبنانية” بأنه يفك العزلة عنه تدريجيا في حين ان “القوات” تفقد كل حلفائها، وهذا ما يخدم ايضا تظهير اعادة التموضع الاشتراكية بما يفوق حجمها الفعلي..