أعاد مقتل اربعة شبان من طرابلس في العراق خلال قتالهم مع تنظيم داعش، استحضار ملف المهاجرين الشباب الى العراق من محافظتيّ الشمال وعكار والذين ضجت بهم وسائل الاعلام المحلية والعالمية قبل نحو عشرة اشهر، وبقيت قضيتهم يلفها الغموض، فلا تم كشف اللثام عن الجهة التي هددتهم واغرتهم بالهجرة، ولا عن الجهة التي سهلت لهم المرور عبر المعابر غير الشرعية، ولا عن كيفية سفرهم واسبابه، فنام هذا الملف في الادراج الامنية والسياسية ليستفيق في كل مرة عند مقتل عدد من هؤلاء الشبان الذين تصل اخبار نعيهم تباعا الى عائلاتهم.
تشير المعلومات الى انه منذ ان غادر الشبان منطقة الشمال في الثلث الاخير من العام الفائت متوجهين الى العراق وعددهم يقارب الخمسين، تم الاعلان عن مقتل عشرة منهم في مواقع مختلفة في العراق، فيما عاد بعضهم ادراجه قبل الدخول الى العراق وسلموا انفسهم الى مخابرات الجيش حيث خضعوا للتحقيق قبل ان يتم الافراج عنهم، وهناك من يتواصل مع اهله من العراق كل ثلاثة اشهر مرة من خلال هاتف واحد يرسل عبره عدد كبير من الشبان رسائل تطمين، في حين انقطعت اخبار الباقين.
وتضيف المعلومات إن الجهات المتعددة التي اغرت الشبان للالتحاق بتنظيم داعش في العراق استخدمت العاملين الديني والمالي، مستفيدة من حماسة الشبان والفكر الايماني والايديولوجي لديهم ومستغلة أوضاعهم الاقتصادية والمالية الصعبة، خصوصا انهم ينتمون الى عائلات فقيرة، وجاءت التهديدات بالتوقيف وبوجود ملفات لهم لدى الاجهزة الامنية لتكمل دائرة الترهيب والترغيب التي دفعت الشبان الى المغادرة، ليجدوا انفسهم في معسكرات داعش التي ترسل مجموعات قتالية بين الحين والاخر الى مراكز وسجون وتجمعات الحشد الشعبي فيُقتل من يُقتل ويُؤسر من يُؤسر..
وتشير المعلومات الاولية التي وصلت الى بعض المتابعين الى ان الشبان الاربعة الذين قتلوا يوم امس الاول سقطوا في هجوم شنته داعش على احد سجون الحشد الشعبي والذي يضم عددا من الرجال والنساء المنتمين والمقربين الى التنظيم.
ويقول عدد من المتابعين: إن السفر الى العراق للالتحاق بتنظيم داعش قد توقف منذ مطلع العام الحالي، ربما بسبب الوعي لدى الشباب الذين لمسوا بأيديهم ماذا يحل بمن غادروا، أو ربما لان الوقت ليس متاحا للتجنيد، أو ربما لعدم قدرة الجهات المكلفة على استدراج الشبان بفعل الرقابة الامنية والعسكرية المشددة سواء في الداخل او عند المعابر غير الشرعية.
ويقول هؤلاء: إن جهات إقليمية ودولية عدة تحاول استغلال الشباب المتحمس في مشاريع مشبوهة تحت العنوان الديني الجهادي، داعين الشبان الى كثير من الوعي والادراك بمخاطر الاقدام على خطوات من هذا النوع، خصوصا ان من غادر وجد نفسه امام موت محتم، وها هي الاخبار ترد تباعا وتفجع العائلات التي ظنت بأن اولادها غادروا للعمل والانتاج.
ويشدد هؤلاء على ضرورة احياء هذه القضية وملاحقة الجهات التي هددت واغرت وسهلت مغادرة الشبان الى العراق، خصوصا ان الاوضاع مرشحة نحو مزيد من التأزم ما يفسح في المجال امام بعض الخلايا لتنشيط نفسها مجددا.
وكان قُتل مساء أمس الاول اربعة شبان من طرابلس اثناء قتالهم الى جانب تنظيم داعش في العراق.
والشبان هم: “خالد المصري” الملقب بـ ابو عمر”.
“محمد الراوي” الملقب بـ”ابو عبيدة”.
“اسامة عوض” الملقب بـ”ابو الليث”.
“اسامة ديب” الملقب بـ”ابو عبدالرحمن”.
وقد نعاهم المتحدث ياسم التنظيم عبر رسالة صوتية تم ارسالها لاهاليهم.