لم يعُد خافياً أبداً على أحد “حذر” العلاقة بين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل و “حزب الله”، وهو الأمر الذي بدا بقوّة حينما اتهم باسيل من الديمان “الثنائي الشيعي” بالرّهان على الفراغ.
أكثر ما يمكن قوله الآن هو أن “التباعد” حصل بين باسيل و “حزب الله”، وتشير المعلومات إلى أنّ هناك اتصالات “عتبٍ” مباشرة حصلت خلال الأيام الماضية بين الطرفين بسبب تنصّل الحزب عن دعم باسيل في أي جزء من معركة رئاسة الجمهوريّة.
مع هذا، فإن أكثر من أغضب باسيل هو ما وُصِف بـ”ارتماء حزب الله في أحضان رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط”. فبسبب التقارب بين الحزب و “زعيم المختارة”، شعر باسيل أنه قيد التطويق، في حين أن قوّته باتت تُسلب منهُ تماماً باعتبار أنه بدأ يخسر آخر حليفٍ موثوق لديه.
وتقول مصادر سياسية مراقبة إن ما يمكن استنتاجه هو أن الحزب “نفضَ يده” من باسيل ، وبات يبحث عن ضماناتٍ لدى أطرافٍ تحظى بقوة فعلية وغير مغضوب عليها من أي جانب.
عملياً، قد يكونُ “حزب الله” الطرف الأساس الذي فرض معادلة استبعاد باسيل، وهو أمرٌ يريده رئيس مجلس النواب نبيه برّي حينما كان له الدور الأكبر في تقريب جنبلاط إلى الحزب عبر حوارٍ “ودّي” وضروري. وهنا، كان “التوتر الباسيلي” مما يجري، إذ كان يُراهن على أن الانتخابات بإمكانها قطع العلاقة بين الحزب وجنبلاط تماماً، علماً أنه شارك فيها وبقوة مع “حزب الله” حينما شاءَ أن يواجه جنبلاط في عرينه ضمن الجبل.
ولهذا، فإنّ باسيل بات يستشعر خطة لاقصائه، و”الفتور” بينه وبين الحزب ليس كما السابق، في حين أن إعادة ترميم ما انقطع قد يصبح صعباً في الوقت الرّاهن وتحديداً قبل الانتخابات الرئاسيّة المُنتظرة.
أحد المرجعيات الحزبية المقربة من “حزب الله” يقول: “باسيل بات في موقعٍ حرج، فالحزب ليس معه رئاسياً وجنبلاط ضده وحركة أمل أيضاً.. وابتعد عنه حلفاؤه.
اوساط سياسية اعتبرت”أن كلام باسيل في الديمان قبل يومين، لا يعبر عن موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وهو تقصّد توجيه رسالة الى الجميع مفادها أنه ليس مضطرا ل”بيع” رئاسة الجمهورية لاحد وكأنه يقول لرئيس المرده حظوظه معدومة، خاصة وأنه يراهن على انتقال الاستحقاق الرئاسي إلى ما بعد المواعيد الدستورية وللاستفادة من الفراغ تمهيدا للعودة عن قراره بعدم الترشح، لأن الامور كلها الراهنة ستبقى عندما يدخل البلد في فراغ”.