حتى الأمس القريب، كان الخرّوب يصنع دبساً، وكان سوق «عسل الفقراء» محدوداً نسبياً، رغم فوائده الصحية المتعددة، وعادة ما كانت ثماره تترك على «أمّها» من دون أن يأبه لها المواطن، غير أنّ الحال تبدّل اليوم، فالتهافت على قطاف الخرّوب كبير جداً، إذ تحوّل تجارة مربحة جداً، بعدما تخطى سعر الكيلو الواحد الـ25 ألف ليرة لبنانية، وارتفع الطلب عليه للخارج، والسبب «دخوله في تصنيع الأدوية».
لطالما كان الخرّوب ينادي «على من يشتريه»، أما اليوم فالطلب كبير، وأكثر يتسابق المواطنون لضمان أشجار الخرّوب وقطافها وبيعها للتجار الذين ينشطون على الفايسبوك والواقع بحثاً عن الخرّوب وبأسعار مرتفعة، وما أسهم في اشتعال تجارة الخرّوب حاجة الناس إلى مصدر رزق جديد، يوفر لهم ظروفاً إقتصادية أفضل.كل شجرة خرّوب تنتج 150 كيلو، والكيلو يباع بـ25 ألف ليرة أي أن كل شجرة تعطي 3 ملايين و750 ألف ليرة، فكيف إذا كانت مزروعة على طول طريق كلم!!!.
على طريق النبطية الفوقا في زوطر الشرقية، ينشغل العمال في قطاف ثمار الخرّوب، تتسابق الأيدي لإنجاز المهمة السهلة نوعاً ما، فهي ليست بصعوبة قطاف الزيتون، ولا بمرارة أوراق التبغ، جلّ ما يحتاجه العامل هو ضربة عصا خفيفة. عشرات العمال ينتشرون لإنجاز المهمة الموكلة إليهم، فعبد الحسن يريد الانتهاء سريعاً من العمل لبيع المحصول لأحد التجار لتصديره إلى أفريقيا، ويؤكد ارتفاع الطلب على الخرّوب نظراً لدخوله في صناعة الأدوية، فالتجار بالجملة يجوبون المناطق والقرى هذه الأيام على حدّ قوله، ومن المتوقع أن يرتفع السعر، ولا ينكر أهمية هذه الشجرة، وقد عانت الإهمال لسنوات طويلة، ولكن «إجا مين يعرف قيمتها».لن تذهب حبوب الخرّوب الى المعصرة كالمعتاد، ولن تتحول دبساً أو عسل الفقراء، إلا بكميات قليلة جداً، فهي تعدّ للتصدير، بعدما بات الخرّوب تجارة نشطة ومربحة في آن على حدّ قول عبد الحسن، وفوائده تكمن في بذرته التي يتم طحنها بداية قبل أن تدخل في صناعة الأدوية، لاحتوائها على فوائد صحية عديدة يجهل أهميتها المواطن اللبناني.
في معصرة الخروب في عربصاليم ينهمك محمد نذر في طحن بذور الخروب، أيقن منذ زمن أهمية هذه البذرة، وكان سبّاقاً في تحويلها عصيراً وشراباً، أما اليوم فيعدّها للتصدير الى الخارج لأنها أساسية في تصنيع الأدوية.