إرتفاع لافت في حوادث الإنتحار والقتل في لبنان… فتّش عن ” النفسية”

20 أغسطس 2022
إرتفاع لافت في حوادث الإنتحار والقتل في لبنان… فتّش عن ” النفسية”


قد لا يكون مستغرباً ان يحتل لبنان المرتبة الثانية عالمياً في قائمة الدول التعيسة، بعد أفغانستان التي حلّت في المرتبة الأولى، بحسب إحصاء أجرته شبكة CNBC، ولكن أن يتزامن هذا التقرير مع ما أعدته “الدولية للمعلومات” من تقرير حول ارتفاع أعداد القتلى وحالات الإنتحار، فهو أمر يدعو الى دق ناقوس الخطر، خصوصاً وأن الأرقام تُعتبر كبيرة مقارنةً مع عدد السكان في لبنان.
وبحسب أرقام “الدولية للمعلومات، فان النسب تُظهر أن هناك ارتفاعاً بمعدل 7.8% في حالات الإنتحار في لبنان، خلال أول 7 أشهر من العام الجاري، وذلك مع تسجيل 83 حالة إنتحار، وهي نسبة “مقلقة” وليست بقليلة مقارنة مع عدد السكان، وبالتالي فإن حالات الإنتحار في لبنان بلغت 128 حالة خلال العام 2021 بأكمله، وهي ستتخطى هذا الرقم بكثير اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.
 
الصحة النفسية أولاً
وفي هذا الإطار، اعتبرت المعالجة والمحللة النفسية ريما بجاني، أن الإرتفاع المستمر في حالات الإنتحار هو نتيجة حتمية للكثير من المشكلات التي نعاني منها، وهي بمثابة تداعيات لأمور عدة، منها التربية ونمط الحياة وطريقة التفكير، إضافة الى المراحل الصعبة التي مرت بها البلاد منذ القدم وحتى اليوم، أو لعدم ايجاد طرق للتعاطي مع المشكلات المتراكمة، إضافة الى الأزمات الإقتصادية والإجتماعية المتناسلة والتي تمر بها البلاد، مشيرةً الى أنه، وعلى الرغم من أن حالات الانتحار قد تكون موجودة في العديد من الدول حتى وإن كانت لا تمر بأزمات إقتصادية، لأن الانتحار لا يمر عبر حالة إجتماعية بل من خلال الانسان بشكل عام وطريقة تفكيره.
ومن هنا، تتابع بجاني، عبر “لبنان 24″ نحن في لبنان لسنا مهيئين للتعامل مع الأزمات، وبالتالي فإن الإنسان الذي قد يصل الى الانتحار هو مَن يعتبر أن الأمور مقفلة أمامه ولم يعد هناك أي حلّ، مشددةً على وجوب العمل على تحسين أسلوب التفكير وايجاد الحلول دوماً لأي مشكلة قد تعترضه، سواء أكانت الحلول قريبة أو بعيدة المدى.
وتابعت: إضافة الى هذا الأمر، فإننا في لبنان نتوارث الأزمات والأمراض النفسية، مشيرةً الى أن الطبقة السياسية هي التي تتحمل كامل مسؤولية الوضع المتردي الذي وقعنا فيه، خصوصاً وأن الشعب لم يعد لديه أي ثقة أن بإمكان هذه الطبقة من إيجاد حلول جذرية، ولو بعيدة الأمل للخروج من النفق الذي نحن فيه.
وعن الفئة العمرية الأكثر تأثراً أو إقداماً على الانتحار، اعتبرت بجاني أنه عادة ما تكون فئة المراهقين الأكثر عرضة، نتيجة الخضات النفسية التي يعانون منها في هذا العمر .
ولكن كيف يمكن التخفيف من هذه الظاهرة؟
هنا تشير بجاني الى ضرورة العمل على الاهتمام أكثر بالصحة النفسية، بالتزامن مع المسعى لإيجاد الحلول المطلوبة لأي مشكلة قد نعاني منها، بعيداً عن الأمور الخارجة عن إرادتنا كالوضع السياسي والأمني وعدم الاستقرار، داعيةً كل من وصل الى مرحلة الكآبة واللامبالاة والتعب والإرهاق النفسي الى إستشارة الطبيب المختص منعاً للوصول الى مرحلة الانتحار.
وعن التوقعات بارتفاع نسب الانتحار في الأشهر المقبلة، أكدت بجاني أن هذا الأمر ممكن نظراً لاستدامة للظروف الصعبة التي نمر بها، ومن هنا دعت للسعي باكراً الى تشخيص المشكلة، والابتعاد عن التأقلم معها وايجاد الحلول لها، وأن يكون لدى كل انسان الثقة بقدراته.
 
أعداد القتلى.. لا داعي للقلق
ولكن ماذا عن ارتفاع أعداد القتلى؟ في هذا الإطار، تشير مصادر أمنية لـ”لبنان 24” الى أن الارتفاع في أعداد القتلى، لا يعود دوماً الى حوادث أمنية، وهو ليس نتيجة عمليات تقوم بها عصابات السرقة، مرجحاً أن تعود الأرقام المرتفعة في كثير من الأحيان الى جرائم الثأر وجرائم الشرف، أو الى مشاكل عائلية وأزمات نفسية أو حتى نتيجة حوادث غير مقصودة أو عن طريق الخطأ.
وشددت المصادر على أن ارتفاع أعداد القتلى ليس موضوعاً أمنياً في لبنان، مثنيةً على الدور الذي تقوم به القوى الأمنية وسعيها جاهدة الى سد الثغرات الأمنية والمشكلان اليومية، وهذا ما تثبته الأرقام.