أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى أن “لا أحد في الخارج يبالي أساساً إن حصلت انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان أو لم تحصل، وفي حال حصولها لا يبالون من سيكون الرئيس العتيد، ولدى الخارج تمنيات لا أكثر ولا أقل، فكل دولة يهمها أن يصل إلى سدة الرئاسة رئيساً لصالحها، ولكن بماذا يمكن للخارج ان يؤثر؟”.
وقال جعجع: “يمكن للإيرانيين أن يؤثروا في هذا الإستحقاق من خلال حزب الله الذي لديه كتلة نيابية إلا أنه بالنسبة لباقي الدول كيف بامكانها التأثير؟”، وأضاف أنه “انطلاقاً من هنا ما يحدد وجهة انتخابات الرئاسة هم الأفرقاء المحليون وإيران فقط من بين الدول الخارجية يمكنها أن تؤثر وذلك حصرا من خلال حزب الله، لا أكثر ولا أقل، ولو كان للحزب نائبان فقط لكان حجم تأثيرها يوازي نائبين فقط”.
ورأى جعجع أن “أهم وأكبر الصحافيين في لبنان اليوم يكتبون يوميا في مقالاتهم تحاليل مفادها أنه لم تتضح الصورة بعد بالنسبة إلى ما ستؤول إليه الأمور في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية لأنه لم تأت كلمة السر من الخارج بعد، إلا أنه بالنسبة لي، وهذه هي الإنتخابات الرئاسية الخامسة التي أواكبها عن كثب، لم أفهم عن أي كلمة سر من الخارج يتكلمون؟”.
كلام جعجع جاء خلال لقائه، في المقر العام للحزب في معراب، مجموعة من الناشطين، إذ أشار إلى أن “هناك عدداً كبير من النظريات التي يجب أن يتم حذفها من القاموس، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يقولون إن البت في انتخابات رئاسة الجمهورية متوقف بانتظار نتائج محادثات فيينا لأن لها انعكاسات عليه، إلا أنني لا أفهم ما علاقة محادثات فيينا بانتخابات الرئاسة في لبنان، وهي تدور حصرا حول موضوع الملف النووي؟”.
وأضاف: “نحن فعلا نعيش في ظل خرافات سياسية باعتبار أن الإنعكاسات الوحيدة التي من الممكن أن تؤثر على مسار انتخابات رئاسة الجمهورية هي إرادة الأفرقاء المحليين الذين يعيشون اليوم جميعاً، وللأسف، حالة من الإرباك”.
وأوضح جعجع أن “الوضع صعب إلا أنه ما زال في الإمكان القيام بشيء ما، والأمر الوحيد الذي يمكن أن أقوله في الوقت الراهن هو أنه أصبح من المحتمل عدم وصول رئيس من فريق 8 آذار إلى سدة الرئاسة، وهذا الأمر يمكن أن يعتبر 50% من المهمة، أما النصف المتبقي فهو يكمن في الإتيان برئيس قادر على المواجهة والوقوف ثابتاً عند مبادئه وقناعاته ويكون قادرا على اتخاذ المواقف ولو بالحد الأدنى، لانه في حال لم نأت برئيس مماثل فالأمور لن تتغير، باعتبار أنه ليس كافيا أبدا أن تكون القضية متوقفة عند حد ألا يقوم الرئيس العتيد بما يريده الفريق الآخر الذي له تركيبات داخل المؤسسات تكفل له تنفيذ ما يريد، من هنا نطالب برئيس يكون على قد حاله ويبادر إلى فكفكة كل هذه التركيبات وقلب مسار الأمور بالإتجاه المعاكس، ماذا وإلا، لن تسير البلاد باتجاه الإنقاذ وسيبقى كل شيء على ما هو عليه”.
وتابع جعجع: “أمامنا ثلاثة أشهر صعبة والسؤال اليوم إذا ما كنا سنتمكن من إيصال رئيس بالحد الأدنى المقبول، يكون قادرا على اتخاذ بعض القرارات وأن يكون باتجاه سيادي وأن يكون إصلاحيا ومن أصحاب الأخلاق الحسنة، لأن الإتيان برئيس من دون طعم أو لون أو رائحة لمجرد أن يسكن في قصر بعبدا وألا يقوم في نهاية المطاف بأي شيء، هو في مثابة من لم يقم بأي شيء أساسا”.
من جهة أخرى، تطرق جعجع إلى شعار “نحنا بدنا ونحنا فينا”، وقال: “هناك عدد كبير من الناس يقولون اليوم إننا خضنا حملتنا الإنتخابية على أساس هذا الشعار إلا انه عندما انتهت الإنتخابات تبين أنه إذا بدكن ما فيكن، لذا يهمني أن أشدد أننا جديون بشكل كامل في طرحنا لهذا الشعار، كما يهمني أيضا أن أوضح أنه شعار الحملة الإنتخابية وليس أبدا برنامجنا الإنتخابي الذي كان كناية عن 30 صفحة وقمنا بتوزيعه على الجميع وبثلاث لغات، وتضمن كل الخطوات المنوي القيام بها على الصعد كافة التربوية والصحية والدفاع وإلى ما هنالك، لذا شعار الحملة الإنتخابية نحنا بدنا ونحنا فينا هو كناية عن إعلان نيات”.
ولفت جعجع إلى أنه “قبل ستة أو سبعة أشهر من الإنتخابات النيابية كان اليأس معمما في البلاد وكنت أسمع يوميا نفس السؤال مئات المرات وهو عما إذا كان لا يزال بالإمكان القيام بأي شيء، حيث كان الجو السائد أن الأمور ذاهبة في اتجاه التدهور وحزب الله لديه الأكثرية، وفي حينه كانت أكبر الدوائر الدبلوماسية في العالم تعتقد أن الإنتخابات النيابية لا يمكن أن تحدث التغيير المطلوب وأصبحت الموجة السائدة في الرأي العام تفيد بأن الأكثرية ستبقى مع حزب الله، ولن تحدث الإنتخابات سوى تغيير بسيط وطفيف بثلاثة أو أربعة مقاعد لصالح القوات اللبنانية وعدا عن ذلك ستبقى الأمور على ما هي عليه. لذا كان هناك ضرورة لرفع المعنويات من جهة، كما في الوقت عينه إعلان نياتنا في أننا نحنا بدنا ونحنا فينا، فنحن لدينا كامل المقدرات اللازمة وأنا حتى هذه اللحظة جدي جدا في طرح هذا الشعار، إلا أنه بالنسبة لفينا فهذه ليست كوني فكانت، لأننا لسنا في الولايات المتحدة الأميركية حيث يربح فريق بأكمله ويخسر فريق بأكمله، وبالتالي صحيح نحنا بدنا ولطالما كانت هذه نياتنا منذ تأسيس حزب القوات اللبنانية ولدينا تاريخ مشرف وأبيض وناصع، أما بالنسبة لنحنا فينا فنحن نخوض يوميا معارك ومواجهات وسنرى كيف فينا”.
واستطرد: “يجب ألا ننسى أننا نعمل بأدوات ليست أدواتنا، فالجميع يرى ما نحن قادرون عليه في الأماكن التي نعمل فيها بأدواتنا، إن كان في الوزارات التي تسلمناها أو على سبيل المثال لا الحصر في منطقة بشري التي لنا فيها جميع مقاعدها النيابية واتحاد البلديات وأكثرية المجالس البلدية والمخاتير وقد تمكنا في السنوات ال17 الأخيرة من قلبها رأسا على عقب وتحويلها 180 درجة، وهذا دليل على أننا حيث لدينا جميع الأدوات نحنا بدنا ونحنا فينا، أما في الأماكن التي ليس لدينا فيها جميع الأدوات فنحن بطبيعة الحال بدنا ونعمل يوميا على أن نرى كيف فينا”.
وشدد على أن “إعلان النيات كان ضروريا في حينه ولا يزال ضروريا اليوم، كي يبقى لدى الناس أمل في أن هناك من يعمل في سبيل لبنان فهذا الشعار يعني أننا هنا ونعمل لمصلحة البلاد بالقدر وبالمقدار الذي أعطيتمونا إياه وكلما أعطيتمونا أكثر يمكننا ان نعمل أكثر وأكثر”.