باسيل لم ينجح في جرّ بكركي إلى “لعبة الأسماء”

21 أغسطس 2022
باسيل لم ينجح في جرّ بكركي إلى “لعبة الأسماء”


لم ينجح رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في إستدراج البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي إلى “لعبة الأسماء”. من الطبيعي أن يكون لدى سيد بكركي إسم معيّن من بين الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية، ويرى بالتالي أن المواصفات التي يحدّدها في عظات الأحد تنطبق عليه. وهو عندما يتحدّث عن هذه المواصفات يراه ماثلًا أمامه. 
وعلى رغم إقتناعه بأن في قدرة هذا الشخص أن ينقل البلاد من ضفة الإنهيار إلى ضفة التعافي التدريجي، فإن من “أعطي مجد لبنان” لن يسّوق له ولا لغيره، لا بالمباشر ولا بالمواربة أو الإيحاء. فأبواب بكركي والديمان مفتوحة أمام الجميع، وهي تتسع ليدخل عبرها جميع الذين يرون في هذا المكان صرحًا وطنيًا جامعًا. 
البطريرك الراعي، كما أسلافه الطيبو الذكر، يتعاطى بالأمور السياسية من بابها الوطني الصرف، بعيدًا عن زواريبها الضيّقة وأساليبها الملتوية أحيانًا، والمتغيّرة بحسب الظروف أحيانًا كثيرة.
لقد حدّد المواصفات وأكتفى. يستمع إلى هذا وذاك. يعلّق أحيانًا ويتكلم في أمور أخرى معظم الوقت. هو يعرف خطورة الوضع. يدرك أن كلمة واحدة “بتحنّن”، وكلمة أخرى “بتجنّن”. فالكلام في غير محله في مثل هذه الأيام قد يقود البلاد إلى اسوأ مما هي فيه وعليه. وقد يكون الصمت في هذا المقام أبلغ بكثير من أي كلام آخر.
الذين لا تعجبهم سياسة البطريرك الماروني، أو بالأحرى ما يدافع عنه من قيم وثوابت، وهي ثوابت بكركي التاريخية، لا يتوانون عن إتهامه ومن وما يمثّل بأنه منحاز إلى فريق سياسي دون الآخرين، ويعتبرون أن المواصفات التي يحدّدها للرئيس العتيد تنطلق مما يوجّهه من إنتقادات للعهد، وهو بالتالي لا يرى على الساحة المسيحية سوى من وصفه في يوم من الأيام بـ”الناسك”.
المصادر المقربة من بكركي لا تعير هذا الكلام أي إهتمام، مؤكدة أن البطريرك الراعي يتصرّف مع المستجدّات بعيدًا عن ردّات الفعل، وهو لا يتوخى سوى أن يرى لبنان وقد إستعاد عافيته، معوّلًا كثيرًا على ما يمكن أن يحمل الرئيس العتيد من مشاريع إنقاذية، خصوصًا إذا كان وليدة إرادة لبنانية صافية، ونتيجة شبه إجماع وطني على شخصه.  
 ومن هذا المنطلق رفض الراعي إقتراح باسيل مستندًا إلى ثلاث مسائل أساسية:
الأولى: عدم قناعته بجدوى دعوة القادة المسيحيين إلى الإجتماع في الصرح البطريركي، واكتفاؤه بتحديد المواصفات الضرورية الواجب أن يتحلى بها الرئيس الجديد، من دون الدخول في لعبة الأسماء.
 الثانية: رفضه نظرية انتخاب الرجل القوي في طائفته، بإعتبار أن هذه المقولة أثبتت فشلها في عهد الرئيس ميشال عون. 
الثالثة: ما يهم بكركي الآن هو أن يتمتع الرئيس العتيد بمواصفات سيادية تجعله قادرا على قيادة البلاد موحدة نحو الإصلاحات الإنقاذية الحقيقية.