لا حكومة.. مَنْ يريد الذهاب الى مؤتمر تأسيسي؟

22 أغسطس 2022
لا حكومة.. مَنْ يريد الذهاب الى مؤتمر تأسيسي؟


تراجعت الاجواء الايجابية بسرعة قياسية في ملف تشكيل الحكومة اذ ان المبادرة التي قام بها رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي تجاه رئيس الجمهورية والتنازل الذي قدمه المرتبط بترطيب الاجواء وعدم الذهاب الى اي تشكيلة تستفز الرئيس تحديدا، لم يقابل بردة فعل ايجابية من قبل “التيار الوطني الحر” الذي تعتبر اوساطه ان التشكيل لا يزال مستبعدا.بعيدا عن نوايا رئيس الحكومة السياسية وما اذا كان يحاول المناورة على العهد لضمان تشكيل حكومة قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون كما يشيع التيار، الا ان العرض الذي قدمه ميقاتي الى عون بالتوازي مع الظروف السياسية والامنية والمعيشية المحيطة، لا يمكن رفضه اذ انه يؤمن ما هو اكثر من حفظ ماء وجه التيار ويعطيه حضورا وازنا في حكومة ملء الفراغ.من هنا يطرح السؤال عن السبب الحقيقي لرفض رئيس التيار جبران باسيل شبه العلني لمبادرة ميقاتي الحكومية ولافتعاله السجال الاعلامي امس ومخاطرته بوقوع الفراغ الكامل في المؤسسات الدستورية مع انتهاء ولاية عون الرئاسية، علما ان سبب التردد الاساسي والذي كان قبل اسابيع مرتبطا برغبته بالحصول على حصة وازنة داخل الحكومة، تمت معالجته بشكل او بآخر.تقول مصادر مطلعة ان الحديث عن رغبة عونية جدية بإبقاء الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته قد تكون بعيدة عن الواقع ليس لان التيار لا يرغب بالقيام بهذه الخطوة بل لانها مضرة على الصعيد الشعبي المسيحي الذي لن يتقبل، بغض النظر عن الحجج التي قد تُسوّق، اي عملية استئثار بالسلطة بطريقة غير دستورية حتى ان جمهور التيار لا يؤيد مثل هذه الخطوة.وترى المصادر ان هدف باسيل قد يكون اكبر وابعد من قضية رئاسة الجمهورية، ويطال فكرة تغيير النظام واسقاط اتفاق الطائف وهو ما يجاهر به عدد من قياديي التيار المتحمسين منذ اشهر طويلة لما طرحه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته الى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت.يدرك باسيل بحسب المصادر ذاتها، ان اسقاط النظام الحالي او ضرب الطائف عبر مؤتمر تأسيسي او طاولة حوار تناقش ازمة النظام لا يمكن ان يتم من دون الذهاب الى مستويات قياسية من الانهيار ومن تحلل المؤسسات الدستورية وعجزها عن اداء دورها، وهذا سيتحقق في حال ذهب البلد الى الفراغ السياسي الكامل.يريد باسيل ان يحفظ لنفسه موقعا على طاولة المفاوضات يناسب حضوره الحالي ونفوذه خلال عهد الرئيس ميشال عون وليس بعد انتهائه، لذلك يصعب عليه التسليم بفكرة ان تتسلم الحكومة، اي حكومة، صلاحيات رئاسة الجمهورية. كل ذلك الذي قد يكون من اسباب عدم حماسة باسيل لتشكيل الحكومة هو ايضا من اسباب حماسة ميقاتي لتشكيلها على اعتبار ان التشكيل سيؤمن سور حماية لاتفاق الطائف وسيمنع الذهاب نحو مؤتمر تأسيسي..