اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله أنّ “التّهديدات الإسرائيلية الأخيرة بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية لا قيمة لها”، وأضاف: “كلّنا ننتظر والاسرائيلي يتحدث كثيراً في هذه الأيام ومن انتظر 10 سنوات ينتظر بعض الأيام. قرارنا وتوجّهنا بغاية الوضوح، وننتظر الأيام المقبلة لنبني على الشيء مُقتضاه”.
وفي كلمةٍ له خلال احتفال اختتام فاعليات “الـ40 ربيعاً” في الضاحية الجنوبية لبيروت، جدّد نصرالله استعداد “حزب الله” الدائم لمُناقشة أي استراتيجية دفاعية وطنية والاتفاق عليها، معتبراً أنّ “آخر إنجازات الصّمود في حرب تموز 2006، هو دخول المقاومة على خط استعادة لبنان لحقوقه من النّفط والغاز”.
وأكد نصرالله أن “من مسؤوليتنا في المرحلة المقبلة تثبيت معادلات الرّدع لحماية لبنان أرضاً وشعباً وثروات”، مشيراً إلى أنّ “معادلة الجيش والشعب والمقاومة باتت معادلة ثابتة سواء أدرجت في البيان الوزاري أم لم تدرج”.
وأضاف: “العمل على تحرير بقيّة الأرض اللبنانيّة المحتلّة مسؤوليّة وطنيّة، ونحنُ ذاهبون باتّجاه تطوير البنية والمقدرات العسكريّة لمواكبة التّطورات على مستوى الأسلحة والتكنولوجيا، ولا يتصورنّ أحد أنّ الحملات الدعائيّة والضوضاء والتّوهين والأكاذيب يمكن أن تفتّ من عزيمة هذه المقاومة”.
لن ننجر إلى حربٍ أهلية
إلى ذلك، أكد نصرالله أن “حزب الله لن ينجرّ إلى أي حرب أهلية”، وقال: “على المستوى اللبناني تجنبنا الإنزلاق إلى أي حرب أهلية أو فتنة مذهبية، وهذا ما كان يُحضر للبنان بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005. مع هذا، نقول إننا لن ننجر ولن نذهب إلى أي حرب أهلية أو فتنة مذهبية”.
وتابع: “هناك من يعمل على جرّ المقاومة نحو صدامٍ مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية وهذا مشروع أميركي دائم ومُعلن. في مكان ما، كان هناك من يدفع في العام 1993 لصدام بين الجيش والمقاومة وعمل على تكراره في العام 1996 في بيروت عند جسر المطار. كذلك، جرى العمل على الصدام خلال إطلاق النار أمام كنيسة مار مخايل وفي أيار 2008، لكننا تجاوزنا كل ذلك، علماً أن هناك أموراً تحتاج إلى معالجة جذرية، خصوصاً قضية الطيونة التي هددت السلم الأهلي”.
مع هذا، فقد شدّد نصرالله على أنّ “الأمن والاستقرار الداخلي مسؤوليّة الدّولة وتعاون المكونّات المختلفة”، وأكمل: “لم تكن لدينا مشكلة في تطوير علاقات لبنان لاسيما الخليجية لكن البعض يريد تحويل لبنان إلى تابع وهذا ما لا نقبله. مع هذا، فإننا لن نغادر أي علاقة أو تحالف أو صداقة وأحد الأصدقاء بعد الانتخابات عاتب علينا لكن في هذه الانتخابات كنا واضحين جداً والتزامنا بوعودنا”.
وتابع: “من جملة الإنجازات الانتقال في العلاقة بين حزب الله وحركة أمل من موقع سلبي إلى إيجابي جداً وصولاً للتّكامل. كذلك، سنبقى حريصين في المرحلة المقبلة على التّفاهم مع التّيار الوطني الحر وتعزيزه وتطويره”.
وأكمل نصرالله: “نتطلع إلى دولة سيدة حقيقية لا تخضع لسفارة أميركية أو لأي سفارة أخرى أو هيمنة خارجية. نعم، مستوى تدخّل السفارة الأميركيّة في الفترة الأخيرة كان أكثر من أي وقت مضى ويتم الخضوع لها في ملفات عديدة”.
إلى ذلك، أكد نصرالله تمسك “حزب الله” بـ”بمبدأ الشّراكة بين المكونات اللبنانيّة بعيداً عن الاستئثار”، معلناً أن “الحزب سيواصل الحضور في الحكومات مستقبلاً”.
مع هذا، فقد شدد نصرالله على أهمية عودة العلاقات الطبيعية بين سوريا ولبنان، وقال: “سوريا هي أساس في محور المقاومة وجبهة الصّمود ورفض الاستسلام للشروط الإسرائيلية”.
وختم: “قراءتنا للتّطورات الدوليّة وموازين القوّة والضّعف قائمة على التفاؤل ونرى أنّها لمصلحة محور المقاومة والسيّادة الحقيقيّة”.