زعمَ تقرير جديد نشره موقع “ديبكا” الإسرائيلي، أمس الإثنين، أنّ “طهران بعثت رسائل إلى حزب الله تدعوه للاستعداد لمعركة جديدة مع إسرائيل”، وذلك وسط بروز ملف ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان والعدو الإسرائيلي.
واعتبر التقرير الذي ترجمه “لبنان24” أن طهران تسعى من خلال اندلاع حربٍ إلى دفع الجيش الإسرائيلي ينهمك في معارك مع لبنان، الأمر الذي يمنعه من ضرب إيران ومنشآتها النووية، وأضاف: “بمعنى آخر، فإن يمكن يمكن أن تستخدم الحرب بين لبنان وإسرائيل كضربة استباقية لتل أبيب”.
مع هذا، فقد أشار التقرير إلى أن “طهران اعتبرت حرب غزّة الأخيرة التي حصلت مطلع شهر آب الجاري، بمثابة جولة أوليّة لم تنتهِ بعد، وهي تستعد لجولة ثانية مرتبطة بهجمات قد ينفذها حزب الله”.
وبحسب التقرير، فإن التقديرات الإيرانية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي سيُواجه صعوبة في حماية جميع منصات النفط والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي فإن أي استهداف لتلك المنصات سيكون ضربة عسكرية واقتصادية موجعة لإسرائيل.
وادّعى التقرير أن الرسائل الإيرانية لـ”حزب الله” هي السبب وراء كلام الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن أن ملف ترسيم الحدود واستخراج الغاز لا علاقة له بالملف النووي الإيراني، سواء وُقّع أو لم يوُقّع.
بدوره، قال تقرير آخر نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم” إنّ الأجهزة السياسية والأمنية في إسرائيل تمتنع عن معالجة التهديدات التي يُطلقها حزب الله، معتبراً أن آخر تصريحٍ لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بشأن لبنان وملف الترسيم، هو خروجٌ بارز ولافتٌ عن الصمت الإسرائيلي.
وبحسب التقرير، فإن العنوان الوحيد الذي تتحدث عنه إسرائيل ينص على أن “حقل كاريش” هو في منطقة غير مُتنازع عليها، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الإسرائيليين ما زالوا يأملون نجاح الوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين بعملية حل النزاع، لكنه أضاف: “مع كل هذا، فإن الفرص ليست عالية. حتى لو تم التوصل إلى حدود مُتفق عليها، فإن الحكومة الإسرائيلية، عشية الانتخابات وبدون أغلبية في الكنيست تصل إلى 80 صوتاً، ليس لها سلطة للموافقة على الحدود الجديدة”.
موعد الترسيم يقترب
مع هذا، فقد تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى، مساء اليوم الثلاثاء، عن اقتراب موعد توقيع اتفاق بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية، وذلك بعد قبول تل أبيب أن يكون حقل قانا كاملاً للبنان مقابل حصولها على حقل كاريش كاملاً.
من جهته، تناول الوزير الإسرائيلي السابق حاييم رامون، التصريحات الأخيرة لنصرالله، بشأن موضوع الترسيم والاتفاق، وقال إن “نصرالله يعمل من دوافع لبنانية صرفة، وكل من هو مسؤول عليه أن يستعدّ ويأخذ تهديداته بجدية. لكن، في نهاية الأمر، سيكون هناك اتفاق، ولن تكون هناك مواجهة”.
وقال السيد نصرالله، أمس الإثنين، إنّ “التهديدات الإسرائيلية بخصوص الترسيم لا قيمة لها”، وأضاف: “قرارنا وتوجهنا واضحان، وننتظر الأيام المقبلة لنبني على الشيء مقتضاه. من مسؤولياتنا، في المرحلة المقبلة، تثبيت معادلات الردع لحماية لبنان، أرضاً وشعباً وثروات، والمطلوب العمل على تحرير سائر الأرض اللبنانية المحـتلة”.وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن “الاستخبارات الإسرائيلية تتعامل مع تهديدات نصرالله بجدية، وإن كانت الفرضية أننا نقترب جداً من اتفاق مع لبنان، بعد قبول إسرائيل (أن يكون) حقل قانا كاملاً (للبنان)، في مقابل (حصولها على) حقل كاريش كاملاً”. ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ “الوسيط الأميركي، آموس هوكستين، سيأتي الأسبوع المقبل، أو بعد أسبوعين، للاجتماع برئيس الحكومة، يائير لابيد، لإنهاء الاتفاق مع لبنان، الذي لم يتبلور بصورة نهائية بعدُ”.
مع هذا، فقد أشارت التقارير الإسرائيلية إلى أنّ “واشنطن تسعى لاتفاق بشأن الحدود بعد انتخابات لبنان الرئاسية”.
وقال “موقع نيوز 1” الإسرائيلي إنّ “إسرائيل تطالب الحكومة اللبنانية، عبر الوسيط هوكستين، بضمانات بأن يجمّد حزب الله تهديداته بمهاجمة جميع منصات الغاز في البحر الأبيض المتوسط”. وفي السياق، قال معلق الشؤون العربية في “القناة الـ13” الإسرائيلية، تسفي يحزكيلي، إنّ “مستوى اللهيب حدّده نصرالله قبل أسبوع، وهو قال، بصورة واضحة: إن كان هناك اتفاق جيد بشأن الغاز فأنا سأقبله، وإذا لم يكن، فسأشنُّ حرباً”.وأضاف المعلّق الإسرائيلي أنّ “نصرالله أدرك أنّ منصة الغاز هي المكان الذي يمكن أن يُخرج لبنان من كل مشاكله. ولهذا، هو يهدد، لكن هذا يفرض على إسرائيل التنازل عن مئات الكيلومترات في البحر”، مشيراً إلى أنّ “إسرائيل تريد إعطاء فرصة للمفاوضات”.ولفت إلى أنّ “نصرالله يسير على خط دقيق، لأنه يعرف أن إسرائيل تتعامل بجدية مع تهديداته”. بدورها، قالت المعلّقة السياسية لـ”القناة الـ13″، موريا سارف وولبرغ، إنّ “إسرائيل تدرك أنّ هذا الحدث، الذي يُدار بصورة دبلوماسية، ستكون له تداعيات أمنية مهمة في الساحة الشمالية، إذا لم يُحَلّ، ولم يوقَّع اتفاق” بشأنه. وفي وقت سابق اليوم، تحدّث الخبير في شؤون الشرق الأوسط ولبنان، إيلي كرمون، إلى “القناة السابعة” الإسرائيلية، عن تداعيات المفاوضات مع لبنان، وقال إنّ “نجاح حزب الله في مسألة الحدود البحرية سيمنح (لبنان) قوة ردع تجاه إسرائيل”، محذّراً من “تنازلات للبنان تعكس ضعفاً خطراً”.وأشار أيضاً إلى أنّ “هذا التنازل يمكن أن يُفسَّر على أنه “نقطة ضعف لنا وللأميركيين الذين يضغطون من أجل تنازل، وسيُفسَّر على أنه نقطة ضعف أمام حزب الله”.