افتتح مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان المؤتمر العلمي في أزهر البقاع بعنوان : “سماحة العلامة الشيخ خليل الميس أثره الفقهي والتربوي والاجتماعي”، في حضور النائب بلال الحشيمي ممثلا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة وممثلين عن المرجعيات الدينية ونواب وشخصيات.
وقال المفتي دريان: “نحن اليوم في هذه الدار الزاهرة ، دار الأزهر للعلم وعمل الخير والمعروف. ولأنها كذلك في الخطة والرسالة ، فهي دار وطنية ، تتقصد الخير الوطني ، والاستقامة الوطنية . وقد كانت البيئة التي أعاد الشيخ الجليل إنتاجها شديدة الانفتاح ، كما هو شأن من يصنع المعروف. لكن ذلك لا يعني أنه ما كانت للشيخ خليل مواقف مبدئية وسياسية ووطنية . وقد كان يعتقد أنه بذلك يحمي عمله العلمي والخيري ، ويظل أمينا لبيئة مجتمعه ، مثل أمانته للدعوة والرسالة. نحن في أزمة وطنية كبرى وطاحنة ، تهدد أسس الكيان، وتحطم مؤسساته الدستورية وغير الدستورية. في أزمتنا الأولى التي بلغت ذروتها في الاجتياح الصهيوني ، كان هناك اهتمام عربي ودولي بلبنان، أوصل للاجتماع بالطائف، وتعديل الدستور ، والبدء بمسار سلمي صنع أكثر حلقاته الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله. أما اليوم، فإن هذا الانهيار يحصل ، ولا اهتمام من قريب أو صديق . وقد عاد حديث الأقلية والأكثرية ، والسلاح والطائفة المميزة”.وتابع: “نحن، وعلى خطى كل كبرائنا وشهدائنا ، من رياض الصلح، إلى رشيد كرامي ، إلى حسن خالد ، إلى رفيق الحريري، وإلى شهداء الاستقلال الثاني ، وإلى الشيخ خليل الميس ؛ نظل مصرين بل مجمعين على ثوابت العيش المشترك ، والدستور واتفاق الطائف ، والشرعية العربية والشرعية الدولية. كان الشيخ خليل يقول : لا يزحزحنا عن تصميمنا حدث مهما تعاظم ، في الإصرار على العيش المشترك، والاستقلال والحرية ، وصنع المستقبل الآخر لأولادنا ، واستعادة أخوتنا العربية وصداقاتنا . كنا حريصين على عدم الإزعاج والقطيعة ، لكننا اليوم لن نتردد في إدانة الجناة على الوطن وعلى المواطنين . فليبق الدستور واتفاق الطائف لكي يبقى لبنان”.