نهج التعطيل لا نهج التغيير!

29 أغسطس 2022
نهج التعطيل لا نهج التغيير!


كتب محمد علوش في” الديار”: في الساعات الماضية، اعلنت النائبة بولا يعقوبيان أن نواب “التغيير” يدرسون خيار مقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، علماً ان الجلسة لم تُحدد بعد، والحديث عن مقاطعة يعني أن النوايا ليست سليمة لإنتاج رئيس ينقذ لبنان من فراغ سياسي سيكون له تداعيات كبيرة في هذه المرحلة، وتُشير المصادر النيابية إلى أن قوى ” التغيير” حملوا لواء ” الممارسات السياسية والنيابية الجديدة التي تختلف عما كان يجري سابقاً، لكنهم اليوم من خلال المقاطعة إن حصلت، يُظهرون أنهم لا يختلفون عن كل القوى السياسية في المجلس”.
وُضع خيار المقاطعة على طاولة بحث نواب ” التغيير” المنهمكين في مقاربة ملف رئاسة الجمهورية، وبحسب المعلومات، فإن هؤلاء يحاولون منذ أسابيع الوصول الى اتفاق على مجموعة أسماء مرشحة للرئاسة، بعد تعذر الإتفاق على إسم واحد بسبب الخلافات فيما بينهم، لكن الجديد هو خيار المقاطعة، بعد أن كانوا في السابق يرفضون التعطيل ويهاجمون المعطلين وعلى رأسهم حزب الله الذي يعتبره بعضهم مؤسس نهج التعطيل في لبنان.
داخل نواب ” التغيير” من يرى أن المقاطعة ستشكل ضربة قاضية لمجموعتهم، لأنها تنسف كل ما عملوا لأجله منذ وصولهم الى المجلس النيابي وحتى قبل ذلك، ومن هنا تُشير المعلومات الى أنه من الصعب اتفاق النواب على خيار المقاطعة لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية، لأنه بحسب أحدهم، سيكونون كما حزب الله والتيار الوطني الحر ومن معهم من نواب قاطعوا جلسات الانتخاب لعامين ونصف العام قبل وصول الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة، مشدداً على أنه لا يجوز تحوّل نواب المعارضة الى معطلين.
بحال مضى نواب ” التغيير” أو أغلبهم بخيار المقاطعة، فهذا يعني ان هناك قراراً بالوقوع في الفراغ وانتظار التسوية الخارجية التي تنتج رئيساً، إذ أن أحداً في الداخل اللبناني لن يسعى لدرء الفراغ، بانتظار قرار خارجي قد يطول حتى فصل الشتاء المقبل.
وكتبت “النهار”: وسط التريث الذي لا يزال يطبع التحركات السياسية والنيابية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، اكتسب اعلان احد نواب تكتل النواب التغييريين عن طبيعة المبادرة الرئاسية التي سيقوم بها هذا التكتل أهمية لجهة اول تحرك لكتلة نيابية بين مجموع الكتل النيابية. ذلك ان النائب ميشال دويهي اعلن امس أنّ النواب التغييريين “سيطرحون سلّة أسماء لرئاسة الجمهورية ومبادرتنا قائمة على السيادة الوطنية وإخراج لبنان من حرب المحاور وسنطلب مواعيد من كل الكتل النيابية بينها كتلة الوفاء للمقاومة ونريد رئيساً لكل اللبنانيين”. وأضاف: “نريد رئيس دولة وليس رئيس طائفة والنواب التغييريون الـ 13 سيكون موقفهم موحّداً بشأن المبادرة الرئاسية”، مشيراً إلى أن “لا خلاص للبنان إلا بدولة قوية ونحن حزب الدولة اللبنانية”، وتابع: “لا نريد رئيساً وسطياً بل رئيساً يملك حلولاً ونبحث عن شخص مدنيّ لتولّي رئاسة الجمهورية”. وقال أنّ “رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لم يكن رئيساً لجميع اللبنانيين وفريقه السياسي هو من أطلق شعار “بيّ الكلّ” وعهده من أسوأ العهود في تاريخ لبنان ودمّر البلد بالتعاون مع حلفائه”.