كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”: يعود الحديث عن الدور الاميركي بشكل كبير مع قرب استحقاق إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن لهذا الإستحقاق شقّاً خارجياً كبيراً، وتُعتبر واشنطن الناخب الأول في الرئاسة، وهي وإن كانت لا تستطيع الإتيان برئيس لوحدها، إلا أنها تمنع وصول أي رئيس للجمهورية غير راضية عنه.وبرز في الأيام الماضية تدفّق بعض المساعدات الأميركية إلى الجيش وهي كناية عن ذخائر وآليات نقل الجنود إضافةً إلى الهبة المالية التي طالبت قيادة الجيش بتحويلها لمساعدة عناصر الجيش، كل تلك الأمور لها دلالات واضحة وهي أن الفوضى ممنوعة في لبنان، ويترافق هذا الأمر مع رعاية أميركية للمفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية والتي تحرص واشنطن على نجاحها.وينعكس هذا الأمر إيجاباً على الإستحقاقات المقبلة وعلى رأسها إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتدل المعلومات على أن واشنطن لا تريد الفراغ الرئاسي وهي مع إعادة إنتظام عمل المؤسسات وتضغط في هذا الإتجاه، لذلك سيكون لها كلمة حاسمة في الأسابيع المقبلة من الإستحقاق الرئاسي قبل الوصول إلى الفراغ.تُحاذر واشنطن حالياً الدخول بالأسماء المرشحة للرئاسة، لكنها تطرح مواصفات معينة باتت معروفة لدى الجميع، لذلك فإن محاولة «حزب الله» الإستفراد بالقرار الرئاسي لن توصل إلى مكان. ويراهن من يتابع السياسة اللبنانية والشرق – أوسطية على توقيع الإتفاق النووي الإيراني والنجاح بمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل لأن ذلك يبرّد الأجواء.لن تقف واشنطن متفرجة لحظة حلول موعد الإستحقاق الرئاسي، وستضغط من أجل الوصول إلى رئيس لا يكون صورة مكررة عن عون، لذلك فإن من يريد معرفة بورصة الرئاسة عليه مراقبة التحرك الاميركي.