هذا هو سقف جعجع في قداس “العهد لكم”… هل يعتذر؟

4 سبتمبر 2022
هذا هو سقف جعجع في قداس “العهد لكم”… هل يعتذر؟


بين إطلالتي رئيس مجلس النواب نبيه بري من صور يوم الأربعاء الماضي في الذكرى الـ 44 لتغييب الإمام موسى الصدر، وإطلالة رئيس حزب “القوّات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع من معراب اليوم في قداس شهداء المقاومة اللبنانية تحت شعار “العهد لكم”، فاصل زمني قصير. ولكن المواقف قد تكون متشابهة من حيث توجيه أصابع الإتهام إلى العهد و”التيار الوطني الحر” بالتقصير وجرّ البلاد إلى قعر “جهنم” على حدّ التوصيف الذي أطلقه الرئيس ميشال عون بنفسه على الحال التي وصل إليها البلد، وليس أحدًا غيره. إلاّ أن سقف مواقف جعجع في هذا الإتجاه سيكون أعلى من سقف الرئيس بري، الذي إكتفى بتوجيه الإتهامات للعهد و”التيار”، غمزًا ولمزًا، وعلى طريقته الخاصة.  أما جعجع فسيتطرق إلى عمق الأزمة ومدى مسؤولية العهد و”التيار”، تحت حجّة “ما خلونا”، عن الإنهيار غير المسبوق على كل المستويات، الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية وبنيوية المؤسسات. كلامه سيكون بالمباشر إنطلاقًا من شعار المناسبة هذه السنة “العهد لكم”، وهو يعني أن العهد السابق لم يكن لـ”القواتيين”، وإن كانت قيادتهم مسؤولة في جزء كبير عن المساهمة في الإتيان بالرئيس عون رئيسًا للجمهورية. 
هذا ما قصده واضعو هذا الشعار، وإن جاءت التفسيرات اللاحقة غير مقنعة. فشعار “العهد لكم” حمّال أوجه كثيرة، ومن بينها ما حاول بعض النواب “القوّاتيين” شرحه، وهو أن العهد هو لشهداء المقاومة اللبنانية بإكمال المسيرة، ولكن من يقرأ جيدًا في “الكتاب القوّاتي” يعرف تمامًا أن المقصود هو أن العهد الآتي، بالمفهوم “القوّاتي”، هو لجميع الأحرار والسياديين. وهذا ما سيقوله جعجع عندما سيتطرق إلى المواصفات التي يراها متطابقة على المرشّح الرئاسي، الذي تتوافق نظرته مع نظرة كل “القوى السيادية”، أي “القوّات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الإشتراكي” وحزب “الكتائب اللبنانية” وحركة “التجدّد”، والنواب “التغييرين” وعدد من النواب المستقلين من مختلف الطوائف والمناطق. 
يعتبر بعض المراقبين السياسيين أن ما سيقوله جعجع في كلمته سيكون مفصليًا، من حيث التوقيت أولًا، ومن حيث المناسبة ثانيًا. فالتوقيت مهم لجهة إرتباط الكلمة بالمواعيد الدستورية للإستحقاق الرئاسي، خصوصًا أن مجلس النواب دخل في المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس جديد خلفًا للرئيس عون، الذي سيخلي الكرسي الرئاسي ليل 31 تشرين الأول المقبل. 
أمّا مفصلية المناسبة فستفرض على جعجع التطرق إلى الأمور الحسّاسة مرّة أخيرة، وسيكون ما سيعلنه بمثابة إشارة الإنطلاق لتوحيد كلمة “المعارضة السيادية”، بعد ان تكون قد حسمت خيارها لجهة رفضه الجازم لتكرار تجربة “العهد القوي”.  
وفي إعتقاد البعض أنه كما نجحت “القوّات” في معركتها الإنتخابية النيابية عندما صوبّت سهام حملتها الإنتخابية ضد سلاح “حزب الله”، فإن في إستطاعتها على الأقل الحؤول دون وصول رئيس للبلاد يكون محسوبًا سياسيًا على “حارة حريك”.  
فجعجع يعتبره البعض مرشحًا طبيعيًا للرئاسة مثله مثل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، بإعتبارهما رئيسي أكبر كتلتين مسيحيتين في البرلمان، إذ أن مجموع نواب تكتلي “الجمهورية القوية” و”لبنان القوي” هو بحدود ثلثي النواب المسيحيين، وبالتالي فإن من حقّهما أن يعتبرا أنفسهما مرشحين طبيعيين، ولكن هذا لا يعني أن لهما حظوظًا  بالوصول في السباق الرئاسي إلى بعبدا، وهما يعرفان حقيقة هذا الواقع، وعلى أساسه يتصرّفان. 
المفاجأة، على حدّ ما تقوله بعض المصادر غير “القوّاتية”، ستكون بأن جعجع وكما إعتذر في السابق عمّا إقترفته “القوّات” من أخطاء في الحرب، سيقدّم هذه المرّة إعتذاره من الشعب اللبناني ومن رفاقه “القوّاتيين على الخطأ الذي إرتكبه عندما أعلن دعمه وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية.