كتب علي ضاحي في “الديار”: نجحت دار الفتوى ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في استعادة «المبادرة السنية»، بعد تشرذم سياسي ونيابي كبير، وفي ظل انسحاب الرئيس سعد الحريري و»تيار المستقبل» من الحياة السياسية والنيابية والحكومية حتى إشعار آخر.
وتؤكد الاوساط ان الضغط الديني والعلمائي ومن مفتيي المناطق ومعظم القوى السنية والاسلامية وحتى السلفية منها، نجح في «استنهاض» العصب السني عبر الدعوات في المساجد ومواقع التواصل الاجتماعي الى «تعويم» دار الفــتوى، وان يكون الصرح الوطني جامعاً لكل اللبنانيين من جهة، وان يكون «ام واب» الطائفة السنية ايضاً دينياً وسياسياً، وان تكون مواقف هذه الدار مسموعة ومؤثرة اسوة بغير مرجعيات وطوائف اخرى.
ساهمت عشرات اللقاءات بين مـشايخ ومفتين ونواب ووزراء حاليين وسابقين بالمفتي دريان، والتي تم تظهير بعضها اعلامياً والاخر لم يظهر، في بلورة اللقاء الذي دعا اليه دريان النواب السنة الـ27 وفي إطار لقاء تشاوري، ومن دون وضع جدول اعمال له او بنود محددة، ومن دون تشكيل لجنة وحتى البيان الختامي سيترك للتشاور وفق الاوساط نفسها.
وتشير الى ان الهدف انجاح اللقاء وحصره بالنواب، ومن دون حضور الرؤساء السابقين للحكومات، او حتى المجلس الشرعي الاعلى الموسع حتى لا يؤخذ الموضوع الى وجهة اخرى.
في المقابل تؤكد الاوساط ان السفير السعودي وليد البخاري، والذي زار المفتي دريان اكثر من مرة وآخرها منذ اسبوع، ربط التوجه السعودي المستجد نحو لبنان بسقف الطائف.
وابلغ من التقاهم ان السعودية مع تعويم دور المفتي ودار الفتوى، كما مع تعويم الطائف والالتزام به كسقف سياسي ودستوري، وان التعامل السعودي مع اي سلطة جديدة ينطلق من احترامها للاتفاق.
في المقابل تؤكد اوساط سنية في 8 آذار ان نواب فريق 8 آذار مع حلفائهم سيحضرون مبدئياً،
ويكشف عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لـ»الديار»، ان مبادرة المفتي دريان جيدة، وتؤكد ان دار الفتوى هي لكل المسلمين واللبنانيين. وهي مظلة وطنية لا فئوية.
ويضيف: نحن مع اي مبادرة ودور بناء للم الشمل، واُبلغنا انها مبادرة للتشاور وهي مناسبة لطرح كل الافكار والهواجس.
وكذلك هي مناسبة لاثبات التمثيل السني في المقلب الوطني والى جانب المقاومة وسوريا والعروبة، ومن الطبيعي ان نطرح افكارنا ومبادئنا وتطلعاتنا والبيان الختامي الذي سيصدر وكيفية متابعة اللقاء سيكون مدار بحث وتشاور.
وكتبت “الاخبار”: استقبل المفتي دريان أمس رؤساء المحاكم الشرعية السنيّة الشيخ محمّد عسّاف والجعفريّة الشيخ محمّد كنعان والمذهبيّة الدرزية فيصل ناصر الدين الذين عرضوا عليه ما تُعانيه المحاكم الشرعية، على أن يقوموا بجولةٍ على المسؤولين لإطلاعهم على الوضع.وتشير المعطيات إلى أنّ رؤساء المحاكم أتوا لأخذ مباركته بالجولة التي سيقومون بها باعتباره رئيس مجلس القضاء. فيما لا يراهن القضاة على هذه الجولة، خصوصاً أن «المعنيين لم يأخذوا موعداً واحداً من الرؤساء بعد».وفي هذا السياق، يؤكّد كنعان لـ«الأخبار» أنّ «القانون يُساوينا بالقضاة العدليين، ونحن نبذل قصارى جهدنا كي تبقى المحاكم مستمرة»، رافضاً لفكرة الاعتكاف «لأنني أرفض إيقاف المعاملات الخاصة بالأيتام، فنحن نعمل لأهلنا وناسنا».