ألقى وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور جورج كلاس كلمة في اجتماع وزراء الشباب والرياضة والمنتدى الاسلامي في جدة إذ قال: “ينفتح الكلام في هذا المؤتمر الشبابي و الحضاري الرائد الذي يلتقي في رحابه وزراء الشباب والرياضة على قضايا مفصلية تطبع واقع مجتمعاتنا الشبابية العربية و المسلمة، في حاضرها ومستقبلها، والتي من شأن التعرّض لها عُمقياً والبحث في اسبابها ونتائجها ووضع مقترح حلول لها، وَلو بصورة مرحلية، أن تساعد شبابنا العربي على تلمّس خطوات تقدّمه نحو تحديثات عملية تنعكس ايجابا على إنتظاراته وآماله وطريقة صناعة دوره الرياضي وتشجيعه في عملية بناء مجتمع عربي شبابي متضامن يتلمس خطوات نجاحاته في المجالات الرياضية والشبابية والاقتصادية و العلمية عبر تواصله مع البيئات الشبابيّة العربيّة و المسلمة وتفاعله مع إنشغالاتها وتجاوبه مع اهتماماتها الثقافية والعلمية و التخصصية، من منظور ان الاهتمام بالجزء هو مدخلٌ للإهتمام بالكل”.
ووأضاف: “حيث انه لا يحدث التفاعل من دون ثلاثية قيم اساسها : التعرّف والتعارف والتواصل، فانه من حتميات إعادة هندسة العلاقات الشبابيّة والبناء على اساساتها وفق منظور الحداثة والتطوير، أن نولي إهتمامات مركزّة لموضوع الإعلام والتواصل كمرتكز صلب لتمكين الشباب من بناء قدراتهم وتعزيز الثقة بنفوسهم، وتمتين العلاقات بينهم على صعيدين متوازيين:صعيد عمودي، في مجتمع الشباب الوطني الداخلي الضيّق، كعنصر حوار وتواصل بين الأجيال، من حيث ان الشباب هم واسطة العقد بين السابق والحاضر والمستقبل.
وعلى صعيد أفقي، في المجتمع العربي و الإسلامي الواسع، عبر بناء الجسور بين المجتمعات والقطاعات الشبابيّة العربيّة والاسلامية ، بهدف البحث المشترك عمّا يجمعهم من انشغالات وما يأملون تحقيقه من الحكومات وما يرجون تنفيذه من انتظارات، تنتظم أفكارهم ورؤاهم لاعادة تشكيل مجتمع شبابي عربي، أكثر تعارفاً وأشد تماسكاً وأقوى تحصيناً لمواجهة التحديات بكل أنواعها الممكنة والواقعة والافتراضية.بذلك نكون حقَّاً أمام شباب قادرين للاطلالة على المستقبل والتفاعل مع إفرازاته والتعامل مع تحديثاته، بثقة ومعرفة وتضامن مجتمعيّ وتكافل اخويّ، و تكامل في التطلعّات والرؤى البنّاءة والأفكار المستقبلية السلاميّة. ان القرار بتقعيد أسس صلبة لإطلاق التضامن المجتمعي الشبابي وبنائه هو المرتكز الأول لتقدُّم المستويات الفكرية الشبابية وتنميتها وتطويرها و تمكينها من ان تحضرَ من جديد للإسهام بإعلاء شأن المجتمعات الشبابية العربية و الاسلامية و الارتقاء بها الى مستويات اعلى تتوافق مع روح العصر”.
وتابع: “إن أبرز الاستجابات المباشرة للمتغيرات ذات التأثير الفعلي على الشباب، والتي تستوجب من الحكومات الشبابيّة والوزراء المشاركين في الدورة الخامسة للمؤتمر الاسلامي لوزراء الشباب والرياضة، هي أن ننتهي الى خلاصتين، يشكلان، في رأيي، مدخلاً لوضع استراتجية متكاملة للتنمية والتضامن الشبابي ويبنى عليها في صوغ الخطط المجتمعية القادرة على التفاعل مع التطورات الحياتيّة، هما:الأولى، هي بناء شباب للسلام وتحفيزهم على نشر ثقافة التلاقيات عبر التركيز على التعاليم الروحية والقيم الانسانية ومحاربة العنصرية ورفض العنف والعمل لتعميم شعائر السلام المبني على التعادلية في الحقوق والواجبات وتحصين الكرامات وحماية الخصوصيات.اما الثانية، فتتركز على طرح فكرة وضع ميثاق شبابي تكون منطلقاته درس قضايا الشباب و التعرف الى مأمولاتهم وانتظاراتهم، وترتيب أولويات إهتماماتهم، بما يقرّب بينهم ويوحد نظرتهم ويكثف جهودهم ويعزّز إسهاماتهم في بناء مستقبل شبابي أكثر تفاهماً وتضامناً، على قاعدة الحرص على إرساء ركائز مستدامة للتنمية تتوافق مع الخصوصيات و تتكامل مع العموميات وتكون محكومة بمعايير الجودة التي تضمن تشكيل أهداف تلتقي فيها تطلعات الشباب مع سياسات التنمية والحرص على صوغ صورة شبابية متفاهمة ومتضامنة في سبيل مجتمع شبابية منشّأ على القيم الروحية الإسلامية، وهدفه توحيد الرؤى المستقبلية وصوغ استراتيجية جديدة للسياسات الشبابية العربية و الاسلامية تنسلُّ من روحية القيم و التعاليم الاسلامية”.السياسة الشبابية : النموذج اللبنانيوقال: “في شهر أيار الماضي 2022، أقر مجلس الوزراء اللبناني وثيقة السياسة الشبابية واعتمدها خطة إستراتيجية لتمكين الشباب وفهم مسيرتهم المجتمعية واشراكهم في بناء شخصيتهم وحماية حقوقهم وتحديد واجبات الدولة تجاههم، من رعاية وحماية وتوجيه وتوفير فرص عمل تتوافق مع قدراتهم واختصاصاتهم.وشكل اصدار وثيقه السياسة الشبابية التي سيتم اصدارها و اطلاقها رسميا برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ نجيب ميقاتي في السرايا نهار الثلاثاء في 13 أيلول 2022 نقلة تحول ايجابية من حيث انعكاسها على معنويات القطاعات الشبابية وتحفيزها على ممارسة واجباتهم الوطنية ودورها الاجتماعي لتكون قوة داعمة لمفهوم ألدولة”.وأضاف: “من الامور التي تم التركيز عليها بعد استدراكها أخيرا ، هي واجب الدولة في المجال التوجيهي الاكاديمي ووجوب مكافحة ظاهرة (البطالة التخصصية) الناتجة من التضخم في بعض الاختصاصات بما يفيض عن حاجات السوق، من جهة، وعدم التوجه نحو اختصاصات بديلة يحتاج اليها المجتمع وخصوصاً في المجالات التقنية والمهنية. ويؤشّر ذلك الى أن مجتمعنا اللبناني، مثلا، فيه تخمة جامعات رصينة وعريقة وذات اعتمادات أكاديمية دولية، اضافة الى كمًّ واسع من مؤسسات التعليم العالي ذات التراخيص، والتي أستغل نشاطها الفسادي في غياب رقابة رسمية و إشراف حازم، فزوّرت وتهاونت وطبعت شهادات ووزّعتها و استثمرتها و شوّهت صورة التعليم العالي اللبناني، والأخطر من عمليات التزوير و التساهل في إعطاء الشهادات للتخصصات النقابية المنظمة قانونا، هو غياب التشدد الرقابي لدى النقابات التي يرتكز عليها في اعطاء ( إذن مزاولة المهنة) وخصوصا في القطاعات الهندسية والطبية .وهذه من ابرز التحديات التي نواجهها ونعمل لاستعادة الثقة بالشهادة اللبنانية حرصاً على مستقبل الشباب و رصيدهم و حرصاً على كرامة لبنان و على استعادة وهج صورتنا في قلوب إخوتنا العرب الذين لمّا نزل نسكنُ قلوبهم و هم باقون في وجداننا ، رغم كل ما اصابنا من ويلات ونكبات . و إِنْ ننسَ فإننا لن ننسى مساعدة المملكة العربية السعودية و الإخوة العرب في مساعدة لبنان للخروج من أزماته ، و لا الغيرة الاخوية المتمثلة بعمليات الإغاثة الفورية و المستدامة ، إثر تدمير مرفأ بيروت ، في افظع تفجير وُصِف بأنه الاكثر هدماً و إبادة منذ الحرب العالمية الثانية”.وتابع: “من هذا المنظور، أطرح مقترحا بإنشاء (شبكة تواصل وقاعدة بيانات) بين جامعات الدول المنتظمة في منتدى الشباب الاسلامي و وزراء الشباب والرياضة العرب كرديف و مساعد لوزارات التعليم العالي ومؤازرتها في هذا الجهد انطلاقا من الاهتمام بالشباب وحماية مستقبلهم التخصصي و توجيههم وفق إستراتيجية وطنية عامة.ومن أساسيات السياسية الشبابية التي أدرجتها حكومتنا في بيانها الوزاري، هي تحفيز الشباب على بناء الجسور بين الشعوب والحضارات والثقافات وبناء السلالم بين الاجيال في البيئة المجتمعية الواحدة.إن تنمية الشباب بهدف بناء أمة متضامنة، هي خطوة حضارية سلامية تؤكد عنصرين لازمين هما : { التميُز والريادة }، اضافه الى عملية ترشيد الشباب وتشجيعهم والأخذ بيدهم لبناء مجتمع أكثر انفتاحا و اشد صلابة و اكثر تعلقاً بالأصالة والارث الوطني والتعاليم الروحية و القيم العربية و الاسلامية”.وقال: “إن المبادرة الطيبة و المشكورة التي دعت اليها وزارة الرياضة في المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع منظمه التعاون الاسلامي، تشكل إمتدادا فكريا لنهج التنمية والتطوير في مسيرة البلاد ومسارها التألقي منذ تعقيد ركائزها بإرادة ملكية ريادية من خادم الحرمين الشريفين المغفور له الملك عبد العزيز عبد الرحمن آل سعود، طيب الرب ثراه ، وبما يتوافق مع الرؤية الحديثة للمملكة 2030 ومواكبة لمتطلبات الشباب العربي في هذه المرحلة الكثيرة التحديات . وهذا يؤكد إيمان المملكة وتصميمها على دعم العمل الاسلامي المشترك والنهوض بالشباب وتوحيد توجهاتهم بهدف الوصول الى حياة إكثر جودة ، عنوانها التعاون على الخير”.لبنان والمملكة العربية السعوديةوتوجه الى “صاحب السمو” قائلاً: “يشرَّفني ان ارفع الى مقام المملكة بما تمثل من قيمٍ حضارية عربية و إسلامية ًوما تبنيه من جسور تواصل إنساني و ما قدمته و تقدمه الى لبنان من دعم، ان ارفع بإسم لبنان، حكومة و شعباً و وجداناً، أرقى درجات الوفاء والعرفان و المحبة و الشكر تقديراً للعطاءات و التقديمات و المساعدات و الإغاثات التي لمّا تزل تغدقها المملكة على لبنان، لمساعدته للنهوض من كبوته الإجتماعيةوضائقته الإقتصادية و ازماته السياسية. إنه المثل الحيُّ المُعاش الذي تقدمه المملكة للتعبير عن التضامن الذي نلتقي اليوم تحت عنوانه، و لأن هدايا المملكة لا تُرَدُ. ولأن عطاياها الأخًوية مُقدَّرَة ، فإننا ندعو لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز ً ولصاحب السمو الامير محمد بن سلمان، بدوام الصحة و طول العمر و دوام الكرامة و العز”.