منذ بدء النقاش بشأن الاستحقاق الرئاسي والمسار الذي من المتوقع ان يأخذه في ظل التطورات الاقليمية والدولية والمحلية، بات السؤال الاول يدور حول امكان ايصال “حزب الله” أحد حلفائه الى سدة الرئاسة خصوصا بعد كل ما حصل في ظل عهد الرئيس ميشال عون الحليف الاول للحزب الذي تعرض، من وجهة نظر حارة حريك، لعقوبات ممنهجة لافشاله.
ليس من الواضح حتى اليوم مدى قدرة الحزب على تحقيق هذا الهدف، لا بل ليس مؤكدا ان الحزب لا يزال يرغب في ايصال حليف صريح له الى رئاسة الجمهورية. ويتم تسويق نظرية مفادها ان الحزب يرغب برئيس يستطيع التواصل مع الغرب والدول العربية من اجل اعادة تعويم لبنان اقتصاديا وتخفيف الاعباء عن البيئات الشعبية.لكن، اذا اراد الحزب ايصال احد حلفائه الى الرئاسة، فإن المرشح الاقرب هو رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الذي يحتاج الى دعم حتمي من “رئيس التيار الوطني الحر” جبران باسيل، فهل يقبل باسيل تقديم الدعم النيابي والسياسي لفرنجية، وما هي شروطه من اجل القيام بمثل هذا الامر؟
حتى اللحظة لا يزال باسيل يؤكد بأنه ليس في وارد دعم فرنجية لاسباب كثيرة من دون ان يقفل الطريق نهائيا امام القيام بمثل هذه الخطوة، لكن واقعيا، وبالرغم من ان رفض باسيل دعم فرنجية يخدم مناورته السياسية ورفع سقف شروطه في لحظة التسوية، لا يبدو رئيس “التيار” مقتنعاً بأن دعم فرنجية يخدمه سياسيا.ليس سهلا ان يكون باسيل احد داعمي فرنجية وهو خصمه المناطقي ولديه بنى “تحتية” زعاماتية جاهزة في الشمال المسيحي اكثر من باسيل ، فكيف اذا حصل على السلطة وعلى قدرة تقديم الخدمات، عندها سيتمكن فرنجية من التقدم شعبيا على حساب منافسيه وابرزهم باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.كذلك فإن ايصال فرنجية من قبل باسيل، ومهما تطورت العلاقة الثنائية بينهما، هو عملياً تسليم بتقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري وتراجع “التيار”، وهذا قد يكون اصعب تنازل يقدمه باسيل على اعتبار انه يعنون معركته ضد بري بوصفها معركة ضد النظام اللبناني او اتفاق الطائف فكيف يدعم احد مرشحي هذا النظام؟
عوائق دعم باسيل لفرنجية كثيرة، لكن بالرغم من ذلك فإن “حزب الله” قد يبدأ مساع جدية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وهذا يترافق مع ما ينقل عن فرنجية انه يتفهم هواجس باسيل ومطالبه وهذا ما قد يساعد في تليين موقف باسيل بشكل او بآخر.
