كتبت امال خليل في” الاخبار”: تتهيّأ حركة فتح لعقد مؤتمرها العام الثامن بعد تأجيل قسري لعام واحد. جملة عوامل قد تجعل من المؤتمر استثنائياً. منها، إلى جانب احتمال انتخاب رئيس جديد للحركة خلفاً لمحمود عباس، احتمال آخر بعقد المؤتمر في بيروت للمرة الأولى.
وقد دخلت أقاليم ولجان فتح في ورشة مفتوحة تحضيراً لعقد المؤتمر الذي ينتظر أن يلتئم قبل نهاية العام الجاري. في ورشة العمل التي عقدت للأقاليم العربية والخارجية للحركة في لبنان، بين 25 و29 آب الماضي، طرح قياديون اقتراح عقد المؤتمر في بيروت، فلقي تأييداً واسعاً، إلا أن أسباباً لوجستية قد تمنع عقده لمصلحة رام الله، علماً بأن ورشة الأقاليم التي عقدت في بيروت حضرها ممثلون عن الأقاليم العربية والأوروبية؛ من ضمنها موريتانيا. كما سجلت مشاركة لافتة لقيادة إقليم غزة بوفد مؤلف من 23 شخصاً، منهم 14 أسيراً محرراً غادروا للمرة الأولى خارج القطاع. كما حضر أعضاء من المجلسين الثوري والاستشاري، ترأسهم أمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب والقياديان عباس زكي وعزام الأحمد. وشكل المؤتمر العام أبرز بنود الورشة، إذ من المفترض أن يختتم بانتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري ينتخب أعضاؤها رئيساً جديداً للحركة.
أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات قال لـ«الأخبار» إن مكان عقد المؤتمر وموعده لم يحسما بعد. لكن «اقتراح بيروت يعكس العلاقة التاريخية بينها وبين المقاومة الفلسطينية. إذ إن بيروت احتضنت الثورة ودفعت أثماناً من أجل القضية وتشكل رمزاً لصمود المناضلين في الفصائل الفلسطينية والقوات المشتركة»، ما «يدفع كثيرين من رموز فتح إلى اقتراح عقد الاجتماعات الجامعة في بيروت لاستعادة مآثر الماضي».إلا أن الحنين وحده لا يكفي. إذ استجدّت أسباب عدة على العلاقة بين فتح والدولة اللبنانية التي تكون موافقتها شرطاً لعقد المؤتمر.يربط أبو العردات التطور الإيجابي بين فتح واللبنانيين بـ«تراكم التعاون والثقة منذ الأزمة السورية على المستويات السياسية والأمنية والحزبية». وتوّج التعاون بتفعيل قيادة العمل الفلسطيني المشترك الذي يضمّ ممثلين عن الفصائل كافة التي شكلت بعد معركة نهر البارد. ويميز أبو العردات دور فتح التي «لم تضيّع البوصلة خلال الأزمة السورية، وهو ما ظهرت مفاعيله في لبنان وسوريا على السواء. في دمشق، أعيد افتتاح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يرفع مستوى التمثيل إلى مستوى سفارة. وللمرة الأولى منذ عقود، أعادت السلطات السورية السماح للفتحاويين بالتنقل بالهوية كما كانت الحال عام 1969. أما في لبنان، فقد قمنا بدور رئيسي في إحباط عدد من العمليات الأمنية الخطيرة». عربياً أيضاً، برز دور لفتح على هامش الأزمات الأخيرة. بحسب أبو العردات، أدّت الحركة دور وساطة بين ليبيا ومصر وحاولت القيام بدور وسيط في أزمة اليمن. وبموازاة الدور اللبناني والمصري في المصالحة الفلسطينية، دخلت الجزائر على الخط للقيام بدور رديف. وهنا، لفت أبو العردات إلى أن موقع الجزائر فلسطينياً لا يقل عن بيروت. فهي «الدولة العربية الوحيدة التي لا تزال تدفع بانتظام مستحقات لمنظمة التحرير».