حذر في مقاربة ملف الترسيم بانتظار توضح النتائج الفعلية لزيارة هوكشتاين

14 سبتمبر 2022
حذر في مقاربة ملف الترسيم بانتظار توضح النتائج الفعلية لزيارة هوكشتاين


يسيطر الحذر الشديد على ملف ترسيم الحدود في انتظار توضح النتائج الفعلية للزيارة الأخيرة للوسيط الأميركي اموس هوكشتاين على وقع ارتفاع احتمالات الحرب والتصعيد والتهديدات التي يطلقها المسؤولون الاسرائيليون ضد لبنان.

وذكرت «البناء» أن مشاورات تحصل بين المسؤولين اللبنانيين على مستوى رئاسيّ لبلورة الرد اللبنانيّ على الطروحات والأسئلة الإسرائيلية التي نقلها هوكشتاين للبنان .
وإذ علمت «البناء» أن لا توافق رسمياً على أجوبة على الأسئلة التي طرحها الوسيط الأميركي، يتولى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب توفيق الآراء بين الرؤساء، وبحث أمس مع رئيس الجمهورية ميشال عون تطورات مفاوضات ترسيم الحدود.
وكتبت” الاخبار”: لم يكن في إمكان إسرائيل أن تهضم التهديدات، وخصوصاً أنها عبّرت عن قرار اتخذ بالمبادرة، ولو أدى إلى حرب. مع التقدير المسبق لدى تل أبيب بأن أي مواجهة، على خلفية المنشآت الغازية وبنيتها التحتية وصولا إلى استهدافها هي نفسها، هو واقع لا يمكن للدولة العبرية أن تتعايش معه، وستكون تبعاته السلبية عالية المستوى، مهما كانت التبعات على الطرف المقابل.ورغم الإرباك وتجاذب المواقف المجبولة صمتاً وصراخاً، وطلب التهدئة مع إطلاق التهديدات، والتشديد على ضرورة الحل التسووي في سياق التهديد العسكري، كانت المحصّلة على الشكل الآتي:
أولاً، إعطاء لبنان كل المنطقة الاقتصادية المتنازع عليها وفقاً للخط 23 الذي فاوض عليه العدو ما يزيد على 12 عاماً.ثانياً، إعطاء لبنان حقل قانا كاملاً مهما توغّل حدّه الجنوبي ضمن المياه الاقتصادية لفلسطين المحتلة.ثالثاً، تمكين شركات التنقيب من العمل في الحقول اللبنانية بعد رفع الفيتو الأميركي عنها.والى حين الاتفاق والتوقيع عليه، فهم وإدراك ضمنيان لدى الأطراف الثلاثة، لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة، بأن المبادرة الميدانية وإمكانات التصعيد والمواجهة مرتبطة باستخراج الغاز من كاريش.تداعيات الخضوع الإسرائيلي متداخلة ومتشعبة وهو ما تعمل حكومة العدو حالياً على الحؤول دونه. إذ إن دفع إسرائيل للتنازل والتراجع، تحت تهديد حزب الله، يعني أن إسرائيل تخشى المواجهة مع الحزب وأن ردعه لها أكثر بكثير مما كان ظاهراً. وبالتالي، فإن الخشية لدى العدو في أن يكون حزب الله، لاحقاً، أكثر ثقة وإقداماً ومبادرة في كل ما يتعلق بالرد على الاعتداءات، وأن تقوده الثقة الى المبادرة الميدانية الابتدائية. ومن شأن خضوع إسرائيل أن ينهي أو يحدّ من استراتيجية الضغط الأميركية بحصار لبنان ومفاقمة أزماته.
إلا أن أهم التداعيات هو إدراك إسرائيل، وكذلك حزب الله، أن الوافد الجديد على المعادلة الردعية بين الجانبين، وهو المنشآت الغازية وبنيتها التحتية، من شأنه إبعاد تل أبيب أكثر مما هي عليه الآن، عدائياً عن الساحة اللبنانية، في موازاة رفع مستوى الردع لدى حزب الله. وهذا «السلاح» (المنشآت) يوازي في كثير من أوجهه فاعلية وتأثير السلاح النوعي الدقيق.
قد يُظنّ نتيجة هذه المقاربة أن الحل، وفقاً للإرادة اللبنانية، بات قريباً. الظن، هنا، لا يخلو من وجه صحة، بل هو الأقرب على خلفية أرجح التقديرات، لكن ما قد يعترض هذه النتيجة أنها مرتبطة دائماً بوجود السبب الذي دفع إسرائيل إلى الخضوع. فإن تلمّست تل أبيب تراجعاً في السبب (سلاح حزب الله) وإرادة استخدامه، ستعمد من الغد إلى التراجع عن خضوعها البحري – الغازي، قبل الاتفاق وخلاله وبعده. فالعلاقة السببية لا تنفك بين السلاح والغاز.وكشفت مصادر معنية بهذا الملف لـ«الجمهورية» ان الاحداثيات التي تسلّمها لبنان من الوسيط الاميركي بما خَص المنطقة التي يتم البحث حولها اصبحت في عهدة الفريق التقني في الجيش اللبناني الذي يَعكف على درسها، وان الرؤساء الثلاثة ينتظرون التقرير الذي سيرفعه الجيش لتحديد الموقف النهائي في شأنه». وقالت هذه المصادر: «ليس شرطاً ان نقبل بكل النقاط الموجودة فيمكن ان نقبل بشيء ونرفض امراً آخر وفقاً لمصلحة لبنان العليا، لكن المهم ان يصبح واضحا لدى الجميع ان المنطقة التي يتم البحث فيها هي منطقة محصورة بمساحة لا تتعدى الـ4 كيلومترات غير موصولة بالبر ولا علاقة لها بنقطة الـb1 ولا تؤثر على الترسيم البري بأي شكل من الاشكال، والقول انّ هذه النقطة في خطر او الترسيم البري في خطر هو كلام للمزايدة ليس إلاّ وعدم دراية بحقيقة الطرح الذي حمله هوكشتاين الى بيروت».واكدت المصادر «ان الرد اللبناني يتحدد بعد ان يتّفق الرؤساء على الموقف النهائي منه ونعمل على انجازه في أسرع وقت ممكن». وقالت مصادر أخرى لـ«الجمهورية» انّ التصور اللبناني النهائي سيشكل رداً على الطرح الأخير الذي حمله هوكشتاين الى بيروت بُغية تسليمه مجدداً الى الجانب الاسرائيلي تمهيدا للبحث في المرحلة المقبلة وما يمكن ان تقود اليه المواقف النهائية للطرفين.