عون يلمّح: قد أبقى في بعبدا

14 سبتمبر 2022
عون يلمّح: قد أبقى في بعبدا


للمرة الاولى يمرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة مبطنة حول امكان بقائه في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته الرئاسية.
قبل مدة قالت اوساط في “التيار الوطني الحر” مثل هذا الامر من دون ان يكتسب الكلام اي صدقية فعلية.
فبعيدا عن الحملة التي يتعرض لها عون والتي تهدف الى منعه من التفكير بالبقاء في السلطة، الا ان فكرة عدم ترك القصر لم تكن واردة فعليا لدى الرئيس والتيار الوطني الحر.
بدّل تصريح الرئيس عون الصحافي كل الحسابات المنطقية، اذ ان الرجل اعاد تدوير مواقفه السابقة ليؤكد ان ترك السلطة بات مشروطاً، وهذا يعني ان عون يحاول ربط مسألة الخروج من القصر الجمهوري بتشكيل الحكومة، وعليه فإن الاستنسابية باتت ممكنة لدى صانعي القرار في بعبدا، اذ يمكنهم اعتبار اي حدث بمثابة تحول يجعل “اليوم غير عادي” وتاليا تعذر تسليم السلطة.
مخاطرة عون بالبقاء في قصر بعبدا تعني انه يلعب كل اوراقه السياسية بشكل مفاجئ ويخاطر بكامل الاستقرار السياسي وربما الامني، حتى انه سيضرب عرض الحائط كل إلتزاماته السابقة داخل “التيار الوطني الحر” ولجمهوره الذي كان حتى الامس القريب يرفض رفضا قاطعا اي محاولة للاستئثار بالسلطة او البقاء فيها.
تقول مصادر مطلعة ان عون لا يستطيع البقاء في بعبدا، وان كل ما يقوم به وكل تلميحاته مجرد محاولة لرفع السقف وتحسين الشروط خلال المفاوضات الحكومية ما قد يدفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى تقديم تنازلات جدية خلال المدة المتبقية من الولاية الرئاسية.
وترى المصادر ان ازمة عون والتيار لا تكمن لدى خصومهم السياسيين فقط، اذ ان بقاء الرئيس في بعبدا سيعني حتما خلافا مع “حزب الله” الذي لا يرغب بالمخاطرة بالإنتظام العام من خلال اي خطوة غير مدروسة، خصوصا ان عدم تسليم السلطة سيعني ربما الذهاب بإتجاه حكومتين وشكل مختلف من اشكال الصراع الداخلي.
لا يبدو طرح الرئيس ميشال عون جدياً، فهو مستعجل ليتخلص من قيود المنصب والذهاب الى الرابية ليعيد فتح باب التصعيد السياسي من دون اي مخاوف او أثقال، اذ ان الاستمرار بالعمل السياسي من خلال رئاسة الجمهورية لم يعد كافيا لاعادة شد العصب العوني، كما يرى المقربون من العهد.
يقول كثر ان بعض المقربين من العهد من خارج “التيار الوطني الحر” هم من يدفع بإتجاه خطوة البقاء في بعبدا، الامر الذي يجعل من مثل هكذا خطوة مدخلاً للانفجار الاجتماعي والفوضى الامنية، اذ ان المعارضين لعون وعهده لن يقبلوا بخطوة استفزازية كالتمسك بالسلطة بعد انتهاء الولاية الدستورية ما سيدخل البلد في دوامة بالغة الخطوة في السياسة والامن..
مصدر مراقب علق على التصعيد المتجدد لرئيس الجمهورية قائلا “لقد بات هذا الكلام اشبه بتهويل لا يكتسب أي مقدار من الصدقية، اقله كما ينظر اليه معظم القوى الداخلية بدليل عدم اثارة هذه المواقف المتكررة أي ردود فعل بارزة”.