تتجه الأنظار صباحاً إلى قصر بعبدا حيث يزور الرئيس المكلف نجيب ميقاتي رئيس الجمهورية ميشال عون عشية سفره إلى لندن ونيويورك، .
ونقلت “نداء الوطن ” عن مصادر واسعة الاطلاع أنّ لقاء بعبدا اليوم سيتركز على مقاربة الموقف اللبناني الرسمي حيال طرح “خط العوّامات” الذي نقله الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل، بالإضافة إلى التنسيق بشأن مواقف لبنان من القضايا المطروحة على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلاً عن تناول مستجدات الملف الحكومي “.وأوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنه بعدما أدلى كل من رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال بدلوهما في معرض تبادل الاتهامات الصريحة والمباشرة في مسببات تعطيل ولادة الحكومة الجديدة، سيشكل اللقاء اليوم مدخلاً جديداً لإعادة محاولة تدوير الزوايا بينهما ، لافتةً إلى أنّ “بلورة الصورة الحكومية بشكلها النهائي ستكون بعد عودة ميقاتي من رحلته الخارجية، خصوصاً وأنّ العديد من نقاط الارتكاز في خريطة التأليف باتت واضحة ومحددة سواءً لناحية ما هو مقبول أو لجهة ما هو غير مقبول في عملية التأليف”.وفي هذا السياق، جددت المصادر التشديد على أن “الطرح العوني الداعي إلى إضافة ستة وزراء دولة سياسيين على تشكيلة الـ24 الراهنة سقط، والنقاش الراهن أضحى محصوراً بالتسمية المتصلة بالتعديلات الوزارية المقترحة على هذه التشكيلة”، مبديةً ثقتها بأنّ “الأمور ذاهبة إلى الحلحلة حكومياً لأنّ أحداً لا يمكنه تحمل مسؤولية الفوضى الدستورية التي من الممكن أن يخلقها الصراع على إدارة شؤون الدولة بعد انتهاء العهد في ظل وجود حكومة تصريف أعمال”، مع إشارتها إلى أنّ التلويح الإعلامي المتصاعد من جانب عون ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بالتمرد و”العصيان الدستوري” إنما يندرج في خانة “محاولات الضغط الأخيرة للاستحصال على أقصى ما يمكن من مكتسبات وزارية في التشكيلة الجديدة، والدفع تالياً تحت طائل رفع سقوف التهويل إلى الاستحصال على تنازلات إضافية من ميقاتي بعدما تنازل عن فكرة استبدال وزير الطاقة ثم تراجع عن تسمية البديلين عن وزيري الاقتصاد والمهجرين”.ورأت المصادر أنّ “عون وباسيل فهما أنّ “حزب الله” عازم جدياً على تعبيد الطريق أمام ولادة حكومة أًصيلة لإدارة مرحلة الشغور الرئاسي حتى ولو اقتضى الأمر إعادة تعويم تشكيلة حكومة تصريف الأعمال نفسها بلا أي تعديل في حقائبها أو أسمائها”، لافتةً الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ “إيفاد الوزير علي حمية إلى الديمان أتى بمثابة رسالة واضحة من جانب قيادة “حزب الله” ومفادها بأنه غير معني في هذه المرحلة بالانجرار وراء نزعة باسيل في إحداث فوضى دستورية أو طائفية مع نهاية العهد العوني، بل هو حريص على توسيع دائرة ربط النزاع في البلد لتمرير الاستحقاقات الراهنة والداهمة في لبنان والمنطقة بأقل الأضرار الممكنة على ساحته الداخلية”.
وكتبت” البناء”:لم يسجل الملف الحكومي أي جديد، مع تضارب المعلومات والتحاليل السياسية بين توجه القوى السياسية بدفع فرنسي الى تأليف حكومة جديدة او تعويم الحكومة الحالية لتجنب أخطار الفراغ الرئاسي وما قد ينتج عنه من اشتباك سياسي ودستوري وطائفي حيال الوضع الدستوري لحكومة تصريف الأعمال وتسلمها صلاحيات الرئيس وتبعات ذلك على ملف الترسيم والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مقابل تفضيل جهات سياسية داخلية عدم تقديم أي إنجاز حكومي او مالي ونفطي وغازي يمنح عهد رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره الوطني الحر ورئيسها جبران باسيل أي إنجاز يؤدي الى تعويمه ويعود باسيل لتصدّر لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية، ويتلاقى ذلك مع رغبة أميركية خليجية إسرائيلية بالإبقاء على فراغ في مجلس الوزراء والانتقال الى الفراغ الرئاسي بحكومة تصريف الأعمال الحالية لكي لا تتسلم صلاحيات الرئيس وبالتالي لا تتمكن من توقيع اتفاق الترسيم ولا احتواء أي انفجار اجتماعي وامني قد يحدث في تشرين الثاني المقبل.
وكتبت” اللواء” ان حزب الله رمى بثقله لتذليل عقدة التأليف المتمثلة بمطالبة فريق العهد بستة وزراء دولة من السياسيين، وهو الامر المرفوض من الرئيس المكلف.
وقالت المعلومات ان فريق بعبدا يميل الى التخلي عن المطالبة بالوزراء الستة، وان المداولات لم تحسم بعد لإسم الدرزي البديل للوزير الحالي للمهجرين عصام شرف الدين، الذي يصر الرئيس ميقاتي على استبداله مهما كلف الامر، فضلاً عن أن النائب السابق وليد جنبلاط لا يرغب هو الآخر بطرح اي اسم بديل، كما يأمل الرئيس المكلف.
وكشفت المصادر ان جوجلة الافكار والمواقف المطروحة، خلصت الى ان الحل الأنسب للخروج من ازمة تشكيل الحكومة،في ضوء التباين الحاصل، بين طرح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة جديدة من٢٤وزيرا، وطرح رئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه السياسي النائب جبران باسيل بتشكيل حكومة موسعة من ثلاثين وزيرا، من بينهم ستة وزراء دولة،هو بتعويم حكومة تصريف الأعمال، مع تعديل بسيط بتعيين وزير بديل لوزير المهجرين فيها، لرفض ميقاتي المطلق لبقائه في صفوف الحكومة الجديدة، تحت اي ظرف كان لتجاوزه حدود اللياقة بالتعاطي مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي،وهذا لم يعد مقبولا.وفي اعتقاد المصادر السياسية ان اعتماد خيار تعويم حكومة تصريف الأعمال الذي يتطلب إصدار مراسيم تشكيل جديدة، يقطع الطريق امام تعدد الاجتهادات الدستورية المتعارضة، باعتبار حكومة تصريف الأعمال غير مكتملة المواصفات دستوريا، اوخلاف ذلك، بالرغم من وضوح النص الدستوري بدستوريتها، خلافا لكل البدع والتفسيرات الدستورية الملتوية، ويتيح لها ممارسات مهامها، بتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية في حال لم يتم انتخاب الرئيس المقبل في المواعيد الدستورية المحدده، وادارة السلطة بالبلاد.
وتوقعت المصادر ان يستغرق تسويق طرح تعويم الحكومة بمراحله النهائية بعد الوقت، واستبعدت المصادر ان يتوصل اللقاء الرئاسي الذي سيحصل اليوم صباحا، الى اتفاق على تشكيل الحكومة.
وكتبت” الديار”: لم تستبعد المصادر ان يتطرقا الى الشأن الحكومي لكنه استبعد البحث في تفاصيل جديدة، مشيرا الى ان البحث الجدي ربما يبدأ بعد عودة ميقاتي من نيويورك، مع العلم ان ليس هناك اقتراحات او افكار جديدة مطروحة حتى الآن للخروج من مرحلة المراوحة.