في خطابهِ أمس، كان نصرالله حاسماً بشأن الرسالة الأولى الأساسية والمرتبطة بساعة الصفر الخاصّة بأيّ مواجهة عسكرية قد تندلع بسبب ملف الترسيم. بكلّ وضوح، قال الأمين العام لـ”حزب الله” إنّ “بدء إسرائيل باستخراج الغاز من حقل كاريش يعني أنّ المشكل قد وقع”. هُنا، بدت واضحة الخطوة التي قد تدفع “حزب الله” نحو الإقدام على أي عملٍ عسكريّ، أي أن اللحظة التي تبدأ فيها تل أبيب بضخّ الغاز من الحقل المُتنازع عليه، ستعني اندلاع معركة. حُكماً، هذا الأمر وصل مُجدداً إلى إسرائيلَ خلال الفترة الأخيرة عبر رسالةٍ “قوية” من “حزب الله” أشار إليها نصرالله بالأمس من دون إيضاح الوسيط الذي تكفل بإيصالها. وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن الكلام جرى نقله عبر جهةٍ دولية على تماسٍ مع طرفي النزاع، لبنان وإسرائيل، وتقول مصادر مُطلعة على أجواء “حزب الله” لـ”لبنان24″ إنّ “الفرنسيين هم الأقرب لنقل تلك الرسالة إلى تل أبيب باعتبار أنهم على علاقة جيّدة مع الحزب، وبإمكانهم لعب دورِ المرسال بينه وبين تل أبيب على صعيد الملف المطروح”.
وعلى الخط الفرنسي، برز حراكٌ إسرائيلي فعلي مؤخراً، إذ كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أمس السبت، أنّ رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، سيزور فرنسا للقاء مستشار الرئاسة الفرنسية لشؤون الأمن القومي السفير إيمانويل بون، وذلك من أجل البحث في النزاع بين لبنان وإسرائيل على حقل الغاز “كاريش” والتحديات عند الحدود الشمالية. مع هذا، فقد رجّحت المصادر أيضاً أن يكونَ الحزب قد بعثَ بتلك الرسالة “القويّة” من خلال أطرافٍ لبنانية على صلةٍ وثيقة بالوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين الذي تربطه صلة وعلاقة وطيدة مع تل أبيب. وبحسب المصادر، فإنّ رسالة “حزب الله” الحاسمة وصلَت إلى إسرائيل قبل خلال شهر آب الماضي من دون أن يكشف عنها، في حين أن نتائجها تبلورت فوراً بإعلان مسؤولين إسرائيليين أكثر من مرّة عن تأجيلٍ تقنيّ لعمليات استخراج الغاز من حقل “كاريش” حتى شهر تشرين الأول المقبل. بحسب المُراقبين، فإنّ إسرائيل وجدت في “المشاكل التقنية” ضمن “كاريش” حُجة لتأجيل استخراج الغاز منه ريثما تتبلور صورة الاتفاق مع لبنان، ومن المتوقع أن يستمرّ الحديثُ عن تأجيلٍ لأسباب مُختلفة حتى جلاء صورة الترسيم بشكل كامل، وإلا فإن المواجهة قد تقع في حال تم الشروع باستخراج الغاز. ماذا عن الرسائل الأخرى التي أدّاها نصرالله؟