الاستحقاق الرئاسي يتحرك بخجل .. والقوى السياسية في حال انتظار

19 سبتمبر 2022آخر تحديث :
الاستحقاق الرئاسي يتحرك بخجل .. والقوى السياسية في حال انتظار


اختزلت كلمتا التوافق والتسوية الأستحقاق الرئاسي لفترة من الزمن وذلك بفعل وصول رئيس للجمهورية يجسد هاتين المقاربتين وبات من الصعوبة الخروج عنهما ..اما اليوم ومع دخول البلد في المهلة الدستورية لهذا الاستحقاق، لم يبد اي فريق حماسة للعودة إلى ذلك الزمن ، فالمواقف التي تطلق لا تنم عن رغبة بالاتيان برئيس تسوية ، في حين أنه من المستحيل حتى الآن قيام أي توافق بين القوى السياسية على هذا الرئيس.ومع غياب أي مبادرات في هذا الملف ،اتت مبادرة قوى التغيير حتى وان ظهرت في سياق جس النبض أو استطلاع الرأي .

وينظر البعض إلى هذه المبادرة بأعتبارها طرحا مقبولا ، في حين يجد البعض الأخر أنها منقوصة لأنها خلت من سلة أسماء للترشيح من دون ان يعني ذلك أن نواب التغيير لن يتبنوا أو يطرحوا اسما في الوقت المناسب.والواقع يفيد أن معظم القوى لم تكشف أوراقها الرئاسية بعد،اما من رشح نفسه وفق الأصول وقدم برنامجا فيعقد بعض اللقاءات ويطل عبر الإعلام وتنشط الحملات الانتخابية للبعض وهم قلة قليلة.وتشير أوساط مراقبة إلى أنه في مشهد الاستحقاق الرئاسي بالذات، بدا وكأن الجميع ينتظر الجميع أو أن الاتصالات التي تتم بين مجموعة من النواب لم تصل بعد إلى مرحلة التفاهم المنشود ، علما ان النقاط المشتركة التي تجمعهم في سلسلة ملفات لا بأس بها ، مؤكدة ان المواقف وحدها تصدح من هيمنة حزب الله إلى فشل العهد وغيره .

وهنا تعرب هذه الأوساط عن اعتقادها ان هذه المواقف تحاكي فئة كبيرة من اللبنانيين وهي مرشحة أن تتواصل في هذه المرحلة بالذات. وتلفت إلى أن الأجواء توحي أن أي حركة جديدة أو جدية متروكة للشهر المقبل ، وفي هذا المجال أيضا يمكن رصد ما إذا كان هذا التحرك سيشمل زيارات خارجية مؤثرة .وتوضح أنه في مقلب كل من القوات والكتائب والأشتراكي لم يحسم أي معطى ، اما بالنسبة إلى الثنائي الشيعي فلم يختلف الأمر كذلك ولا تفاصيل واضحة عن المرشح الرئاسي،حتى ان حليفه النائب السابق سليمان فرنجية لم يتمكن من انتزاع لا حق ولا باطل منه وسط معلومات تفيد أن حزب الله وحركة أمل يراقبان مسار الأمور ، حتى وان شددت مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على إجراء الانتخابات في موعدها والمواصفات المطلوبة من الرئيس المقبل، كما أنهما كالعادة متعاهدان على التنسيق في هذا المجال. اما التيار الوطني الحر الذي لا يترك مناسبة إلا ويجاهر فيها نوابه بدورهم ككتلة نيابية كبيرة في الانتخابات الرئاسية وكأن يذكر بما قام به قبل انتخاب الرئيس عون فلا يزال يتريث في إعلان الموقف من مرشحه أو مرشحته.

وفيما يتضح أن الصورة لا تزال مبهمة بالنسبة إلى هذه القوى ، ترى الأوساط نفسها أنه قد تمر اوقات يتراجع فيها الحديث عن ملف الانتخابات الرئاسية وأوقات اخرى يصبح فيه الطبق اليومي ويخيم عليه التشنج السياسي بمستوبات عالية ،اما بالنسبة إلى الوقت الراهن، فإنه يتعذر تلمس مؤشرات أساسية.ولماذا التأخير في تبيان النوايا حيال دعم أو تبني مرشحين للرئاسة؟ ترى الأوساط المراقبة أن ما من شيء يفرض على الكتل أو القوى السياسية إعلان أي أمر في هذا الوقت أو ذاك ولطالما كانت الطبخات الرئاسية تتم في السر ، مشيرة إلى أن الثابت حتى الآن الرفض الكلي ل” رئيس التسوية” كما حصل مع الرئيس الحالي، اما أي تبدل في هذه المسألة فيبقى مرهونا بعدة عوامل أو ظروف تحت عنوان الضغط المحلي والخارجي.وتلفت إلى انه من غير الواضح ما إذا كان المقصود بتأخير بلورة الخطوات الرئاسية انتظار ما قد يحل بملف تأليف الحكومة في أواخر الشهر الحالي.في المحصلة لن تطول فترة الأنتظار كثيرا ، حتى تتكشف المعطيات الرئاسية خصوصا توجهات الكتل النيابية ،حتى وان طبع التأخير انجاز الاستحقاق الرئاسي وهو الأمر الأكثر ترجيحا …

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.