اعتبر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى ان “شمسُ الحداثةِ سطعت من عندنا في كلِّ اتّجاهٍ مشرقي، وستبقى تسطع مهما تلبّدت في مسيرها غيومُ الأزمات، ذلك أننا قادرون دائمًا وببساطةٍ على ابتكار حلولٍ لأي معضلة تُلمُّ بنا”.
وخلال رعايته الاحتفال الثاني الخاص بالفنان المسرحي نبيه ابو الحسن “اخوت شانيه”، بدعوة من لجنة احياء تراث اعلام المتن الأعلى في بتخنيه، قال المرتضى: “على الرُغم من أن رحلته الفنيَّة بدأت باكرًا، فإن مرحلةً مهمةً منها كانت إبّان الحرب، فكانت شخصية أخوت شانيه من أكثر الأساليب المسرحية فاعليةً في الجمهور، وكانت الكوميديا التي تتضمن رسالة اجتماعية أو سياسية ما، من أفضل المنابر لمعالجة الآلام المستشرية في جسد الوطن. فاستعانَ بها نبيه أبو الحسن ليقول للمواطنين الأبرياء العالقين حينذاك بين لعلعةِ الرصاص ودويِّ القنابل: نحن في نارٍ تُطفئُها ضحكةٌ، نحن في جنونٍ يَشفيه أخوَتُ سلام”.
وأضاف: “منذ أن توليتُ وَزارة الثقافة جعلتُ لدورِها عنوانًا هو بثُّ الوعي. وحرِصْتُ على الرعاية الدائمة والحضور شخصيًّا ما أمكن في المناسبات الثقافية، حيثما أُقيمَت في أرضِ الوطن، لأقول عبر الخطاب والرعاية والحضور، إنَّ وعيَنا لأيِّ واقعٍ هو العتبةُ الأولى لتحصين هذا الواقع إن كان جيِّدًا أو تعديله إن كان سيئًا؛ وإن الثقافةَ هي بوابة تلك العتبة المؤدية إلى التحصين أو التعديل”.
وتابع: “كان الأمرُ إعلانًا صريحًا بأن قطاع الثقافة الرسميّ موجودٌ قرب الناسِ، في منتدياتِهم ونشاطاتِهم؛ وهو يدعو الجميع إلى اعتماد الفكر سبيلًا لأي حوار، وطرحِ العصبيات المدمرة خارج نطاق عيشنا الوطني. ولهذا فإننا، حين نكرم مبدعين أحياء، أو نقيم ذكرى من رحلوا ولو منذ سنين طويلة، كما نفعل اليوم، فلكي نؤكد أنَّ ما أنجزه كلٌّ في مجاله الثقافي، هو القدوةُ التي يجب أن نتَّبِعَها، لننجوَ مما نحن فيه من مصاعب وأزمات”.
وأكد المرتضى اهمية “بث الوعي وتعميمه عبر السمات الثقافية”، مضيفاً: “نبيه أبو الحسن الذي نقيم اليومَ ذكراهُ، كان العبقري الذي استشعر أن الناس لعلها دخلت في حالة ملل من تنظير العقلاء فتقمّص شخصية ” الأخوت” ليشدّ انتباهها وليُعبّر عن فعل التغيير بالنصِّ المسرحيِّ والحركةِ والصوتِ على المسرح، والضِحكةِ التي ينفجرُ بها المشاهدون. وهذه السمات وسواها من السماتِ الثقافيةِ الراقية التي تختزنُها الفنونُ والعلومُ والآدابُ هي التي تجسدُ فعلَ الوعي الذي ننادي ببثه وتعميمه في لبنان.”
المصدر:
“الوكالة الوطنية للاعلام”