ترقّب حذر وبوادر تعقيدات جديدة

23 سبتمبر 2022
ترقّب حذر وبوادر تعقيدات جديدة


غلبَ الترقب بانتظار ما ستُفضي إليه الوساطة الأميركية في شأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل.
وكتبت” الاخبار” انه مع أن المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين في نيويورك تحدثوا عن قرب التوصل الى اتفاق، لمّحت مصادر سياسية بارزة، بكثير من الحذر إلى إمكان أن تشهد الأيام المقبلة بوادر لتعقيدات جديدة، إذ لا يُمكِن الركون إلى مجرد تصريحات قبلَ بلورة الاتفاق بصورة كاملة. وقالت المصادر إننا «أمام أيام حرجة في السعي إلى تفاهم أفضل الممكن مع هذا العدو»، وخاصة أن المعلومات التي ترِد «لا تزال تنطوي على تناقضات»، بينَ «ما وافقت عليه إسرائيل وهي نقاط كثيرة؛ بدءاً من الإقرار الإسرائيلي بأن الخط 23 وكل ما يقع شماله ملك للبنان، بالإضافة إلى حقل قانا بما في ذلك المساحة التي تمتدّ 28 كيلومتراً مربعاً داخل الأراضي الفلسطينية حيث يوجد الخزان الجوفي» وبينَ ما تزال تُصرّ عليه «إسرائيل» بالنسبة إلى «المنطقة الآمنة الواقعة شمال الخط 23»، متسائلة إن «كانَ هناك إقرار إسرائيلي بأن هذه المساحة هي لبنانية، فلماذا تكون تحت وصاية دولية أو خاضعة لترتيبات أمنية»، معتبرة أن «هذا التفصيل قد يعطل باقي الاتفاقات».

وأشارت المصادر إلى بعض الاقتراحات المتداولة، ومنها:
– أن يجري إهمال هذا البند على قاعدة أن لا تأثير له على أصل حسم موضوع الترسيم والحقوق والتنقيب، لكن ذلك يعني بقاء هذه المنطقة تحتَ الاحتلال الإسرائيلي.
– أن يلتزم العدو الإسرائيلي بإخلاء هذه المنطقة باعتبارها تابعة للبنان، الذي لن يمانِع أن تكون تحتَ سلطة الأمم المتحدة إلى حين الاتفاق على ترسيم حدودي كامل.وكتبت” البناء”:تجذب سخونة المفاوضات الدائرة في نيويورك وواشنطن حول ترسيم الحدود البحرية، اهتمام السياسة والإعلام والرأي العام، في ضوء المواقف الصادرة عن المسؤولين اللبنانيين من جهة، ومن المسؤولين الإسرائيليين بالمقابل، ويشيع أجواء التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق نهائي، وجاء كلام الناطق بلسان الخارجية الأميركية تيد برايس ليضيف المزيد من التفاؤل بإعلانه «أننا أحرزنا تقدماً في تضييق تلك الخلافات. نعتقد أن الوقت قد حان لكلا الجانبين، لبذل كل ما في وسعهما لإيجاد حل لهذا النزاع البحري».
على صعيد ملف ترسيم الحدود، علمت «البناء» أن المحادثات التي أجراها المسؤولون اللبنانيون مع المسؤولين الأميركيين لا سيما وزير الخارجية الأميركي والوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين كانت إيجابية وأظهرت تقدماً حثيثاً على صعيد انهاء الاتفاق، على أن يتظهر المشهد الحدودي بعد عودة ميقاتي والوفد اللبناني الى بيروت والزيارة المرتقبة للوسيط الأميركي الى لبنان لتثبيت النقاط المتفق عليها مؤخراً لا سيما الجانب الأمني.
وعلمت «البناء» أن الأميركيين نقلوا للمسؤولين اللبنانيين في اجتماعات نيويورك هواجس ومطالب إسرائيلية بضمانات أمنية على الحدود إزاء نية حزب الله بتنفيذ عمليات عسكرية وأمنية ضد «إسرائيل».
وكتبت” الديار”: لا يزال ملف «الترسيم» متقدما على ما عداه، واعلان ميقاتي «الحذر» يعود الى انتظار الصياغة الخطية للاتفاق الذي يعده «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين، فيما دخلت اسرائيل في مرحلة «اشتباك سياسي» عنيف على خلفية الاتفاق المفترض، وسط تبادل للاتهامات بالتنازل امام تهديدات حزب الله فيما بدأت الاوساط العسكرية بالترويج لإنجازات على وقع «فتاوى» قانونية لتسهيل «هضم» الاسرائيليين للموقف عشية الانتخابات التشريعية. 
وفي هذا السياق، جاء أعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي من نيويورك إحراز «تقدّم ملموس» في المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، وأمله الوصول إلى «خواتيمه المرجوّة في وقت قريب»، ليعكس حجم الحذر في هذا الملف الذي تتعامل معه اسرائيل من زاوية امنية جدية بعد ان دخل في «بازار» الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني المقبل. فيما ترجح كل المعطيات ان الاتفاق الذي فرض تحت «ضغط» حزب الله سيبصر النور نهاية الجاري او مطلع الشهر المقبل، فيما ينتظر لبنان الصيغة الخطية النهائية ليقارن مطابقتها مع التفاهمات المبدئية مع الجانبين الاميركي والاسرائيلي.