ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد قراءة الإنجيل، قال: “الفشل في بلدنا لا يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل. الناجحون غادروا البلد، باحثين عن فرص للهرب من الفساد والإنهيار، وتثمير مواهبهم في أماكن تحترم قدراتهم. ما وصلنا إليه في لبنان سببه أن لا أحد يتعلم من الفشل أو ممن فشلوا. والدليل أن لا أحد يحاول معالجة مكامن الخطأ وبؤر الفشل. فشل معالجة أزمة الكهرباء المستعصية على اللبنانيين وحدهم، وفشل معالجة المشاكل المالية والإقتصادية، وتدهور الظروف المعيشية، ومشاكل الطرقات والسلامة المرورية، وبطء تنفيذ الإصلاحات الضرورية، ومكافحة الهدر والفساد، ووضع خطة مالية تضمن إرجاع أموال المواطنين، هذا عدا عن المشكلة الأهم: مشكلة تأليف حكومة تتولى إخراج البلد مما هو فيه، وانتخاب رئيس للجمهورية في المهلة المحددة في الدستور. مسؤولونا لا يضعون كلمة الله أمامهم، ولا يستنيرون بهديها، بل يتبعون أناهم ومصالحهم، والمؤسف أن جزءا كبيرا من الشعب لا يزال يهلل لهم، ويأمل منهم خيرا. على المسؤولين، إن كانوا حقا مسؤولين، أن يصرخوا مع الرسول بطرس: يا رب، قد تعبنا طوال الليل ولم نصطد شيئا. عليهم أن يلقوا همهم على الرب وهو ينير طرقهم ويبعد الشر عن الشعب بواسطتهم، إن تبعوا وصاياه. التأخير والتردد وعدم اتخاذ القرارات الضرورية في الوقت المناسب لا يحصد منها الشعب إلا الآلام، فصبوا زيت الرأفة على المواطنين الذين أثخنوا جراحا وذلا. نحن بحاجة إلى الشجاعة من أجل تخطي الأنا وإيجاد حل جذري، وإلى قرار بانتخاب رئيس يلتف حوله الجميع لإخراج لبنان من الكابوس، والعمل على حفظ سيادته واستقلاله واستقراره، محتكمين إلى الدستور ومطبقين القوانين ولو على حساب مصالحهم وكبريائهم”.
Advertisement
وختم: “دعوتنا اليوم أن نلقي شباكنا أينما ألهمنا الرب ذلك. علينا أن نسكت أهواءنا ومصالحنا، كما فعل بطرس، وأن نتبع وصايا الرب، وحينئذ تكون ثمارنا غزيرة”.