كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: صحا المسؤولون اخيراً على ضرورة تشكيل حكومة، وسط مزيد من الشروط والشروط المضادة التي استحالت عجزاً في تأليفها، في مرحلة دخل فيها المجلس النيابي مرحلة تحوّله هيئة ناخبة لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. فكيف بإمكانها ان تُشكّل وتُعدّ بيانها الوزاري وتنال ثقة المجلس النيابي الجديد وسط نقاش دستوري عقيم بضرورة إتمام العملية قبل نهاية ايلول الجاري، فيما يقول آخرون، انّ من الواجب اتمامها قبل ان يدعو الرئيس نبيه بري إلى اولى جلسات انتخاب الرئيس، وآخرون يعطون ذلك مهلة إلى الايام العشرة الاخيرة الفاصلة عن نهاية الولاية.
وعلى خلفية هذا الجدل البيزنطي الذي لا نهاية حتمية له، سُئل أحدهم عن امكانية تحديد يوم لانتخاب الرئيس وسط الشروط التي وضعها رئيس مجلس النواب، فقاطع سائله وقال: لا تنسى مسلسل المواصفات الرئاسية التي انطلقت من الداخل والخارج وفي الكواليس الديبلوماسية التي أسقطت حتى الآن مجموعة المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، بين قائل برئيس على خلفية سيادية وآخر على خلفية سياسية توافقية او على خلفية اقتصادية ومالية، لمواجهة الأزمات المطروحة على اللبنانيين. ولذلك ضاعت الطاسة إلى درجة بات فيها البحث عن يوم لانتخاب الرئيس من ضمن المهلة الدستورية، انجازاً تاريخياً غير مسبوق يستحق الدخول في كتاب “غينيس”، قبل ان ينبت العشب مجدداً امام مدخل قصر بعبدا وتسقط كل المشاريع الإنقاذية وتنقاد البلاد إلى مرحلة قد تكون الأخطر على مصير الدولة ووحدة مؤسساتها وحتى بلوغها الكيان.