وفعلياً، فإن المشهد الذي تصدّره العسكريون المتقاعدون كشفَ عن أمرٍ صعب جداً وهو أنّ أبناء المؤسسات الأمنية وقفوا في وجه بعضهم البعض. وفي السياق، قال أحد العسكريين المتقاعدين لـ”لبنان24″: “شاركنا بقوة بالأمس ولا نهابُ شيئاً وحقنا نريد انتزاعه ولو بالقوّة. ورغم هذا، فإننا نعي تماماً مسؤولية العسكريين الحاليين.. جميعهم يتلقون الأوامر من ضباطهم ونحنُ ندري هذا الأمر ولا نلُوم أحداً.. المؤسف هو أن الطبقة السياسية وضعتنا في مواجهة أبنائنا وهذا الأمر الأخطر.. حقاً، المشهد هذا مُبكٍ جداً.. حتماً، وعلى الأكيد أن بعض العسكريين الحاليين المولجين حماية مجلس النواب لديهم أقرباء ضمن المتظاهرين.. قد يكون هناك والدٌ يتظاهر وفي المقابل يقف نجله العسكري الذي يتوجب عليه تأمين الحماية لمجلس النواب.. والنتيجة ماذا؟ النتيجة هي ردع الأول من قبل الأخير.. أليس هذا الأمر بمُصيبة؟”.
وتابع: “لا نريدُ سوى تحصيل حقوقنا والعيش بكرامة.. رواتبنا لم تعد تُساوي شيئاً.. فما الذي يمكن فعله؟ لهذا، فإن كل تحرّك نقوم به هو في سبيل أبنائنا وفي سبيل العسكريين الحاليين أيضاً الذين يواجهون الأزمة بكلّ قساوتها”. ما فعله العسكريون المتقاعدون يوم أمس كان خطوة لم تحصل أبداً منذ اندلاع انتفاضة 17 تشرين عام 2019. وعملياً، فإنّ دخول المتظاهرين إلى ساحة النجمة هو خطوة لم تشهدها أي تحركات احتجاجيّة منذ 3 سنوات، والسبب هو أن التحصينات الأمنية كانت تُطوّق ساحة النجمة من مختلف مداخلها، الأمر الذي حال دون تقدّم المُتظاهرين في السابق نحو البرلمان.