التوقيت الرئاسي لم ينضج… والقوى السياديّة أمام أوّل اختبار

29 سبتمبر 2022آخر تحديث :
التوقيت الرئاسي لم ينضج… والقوى السياديّة أمام أوّل اختبار


كتب طوني كرم في” نداء الوطن”: الإنطباع الذي رافق الحركة المتواضعة للقوى السياسية خلال الأسابيع والأيام الماضية مع تقدم الإجتهادات الدستورية ومحاولات تعويم حكومة تمديد الفراغ ، سيتبدد في ساحة النجمة اليوم التي ستكشف الدور الذي يريده نواب الأمة من رئيس الجمهورية؛ أكان عبر اختيار رئيس يشكل استمراراً لعهد “حزب الله” و”الممانعة”، أو رئيس لإدارة الأزمة المتفاقمة، أو الذهاب إلى رئيس سيادي قادر على فرض الإصلاحات المطلوبة لعودة الإستقرار السياسي إلى لبنان واستعادة مكانته على الساحة العربية والدولية.

Advertisement

ومع تأييد “محور المقاومة” للوزير السابق سليمان فرنجية على غيره من الحلفاء، فإن الأصوات التي سينالها في حال عقدت الجلسة، تعدّ رسالة تحدٍ للخارج واستمراراً لعزلة لبنان التي جسدها عهد الرئيس عون، ليبرز في الموازاة تعدد في الأسماء المطروحة التي تشكل تقاطعاً مصلحياً بين غالبية القوى السياسية، وهي من الأسماء الوسطية والمتلونة وفق مقتضيات المرحلة، ويشكل انتخاب أيٍّ منها تفادياً للفراغ، دون القدرة على اجتراح الحلول والتحرر من الإلتزامات التي مكنته من الوصول إلى بعبدا. وتضم هذه القائمة العدد الأكبر من المرشحين مع تفاوت قدرتهم على “التلون” وتدوير الزوايا. ووسط إستبعاد رئيس “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع تكرار تجربة 2014 والترشح من دون تأمين إجماع قوى المعارضة حوله، تنشط الإتصالات بين “القوى السيادية” لإختيار رئيس قادر على التواصل بين الجميع إنطلاقاً من وضوح مواقفه من الملفات المطروحة، بعيداً عن العدائية والأجندات الجانبية، والمواقف الملتوية التي تؤدي حكماً إلى طبع عهده بالفشل، وذلك إنطلاقاً من التركيز على أن أهمية موقع الرئيس ونجاحه يكمنان في قدرته على جمع اللبنانيين حول رؤيته لمشروع الدولة الذي يحمله بعيداً عن تعزيز التفرقة التي ستؤدي به وبعهده إلى مزيد من الفشل.وتدور الإتصالات حول العديد من الشخصيات التي ارتأت عدم خوض معارك “دونكيشوتية” قبل اتضاح مواقف القوى السياسية التقليدية من الإستحقاق ومن التوجه فعلاً إلى اختيار رئيس ضمن المهلة الدستورية قبل حسم الملفات الإقليمية التي تستدعي حسم هوية الرئيس لاحقاً. في حين قد تدفع الأزمات المعيشيّة والإقتصادية المتفاقمة إلى تردي الأوضاع الأمنية والذهاب الى اختيار رئيسٍ قادر على حفظ الإستقرار الأمني وتطوير الدورالذي قام به على رأس المؤسسة العسكرية.ومع التأكيد أن جميع الحلول في لبنان تتقاطع مع الأحداث في المنطقة والتي يشكل حلها مدخلاً لتحقيق الإستقرار السياسي، فإنه من المستبعد خروج الدخان الأبيض من ساحة النجمة اليوم، لتضارب هذا التوقيت مع الخارج الكفيل بحسم هوية الرئيس من بين الأسماء المتداولة القابلة إلى التبدل باستمرار والتي لن تكون نفسها بعد 31 تشرين الأول!

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.