رسالة حاسمة نقلها إبراهيم لباسيل: التأليف أولاً والمطالب لاحقاً

1 أكتوبر 2022آخر تحديث :
رسالة حاسمة نقلها إبراهيم لباسيل: التأليف أولاً والمطالب لاحقاً
لبنان الكبير: رواند بو ضرغم

تراصَّت ثلاثية “حزب الله” ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي في وجه تحكم النائب جبران باسيل، عبر عمه الرئيس ميشال عون، بمصير الحكومة، وحسمت الثلاثية موقفها بضرورة تأليفها ووصلت الرسالة بحزم الى باسيل، وانطلق العد العكسي لولادتها.

وفي معلومات خاصة بموقع “لبنان الكبير” تبلغ النائب جبران باسيل رسالة “حزب الله” – بري – ميقاتي عبر وسيط الجمهورية، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بضرورة تخطي مطلب الالتزامات بتنفيذ الشروط ما قبل التأليف، والشروع بتأليف حكومة تُبحث على طاولتها كل هذه الملفات. فالحكومة أولاً، ومن بعد تأليفها تأتي الشهوات الباسيلية.

أثمرت مساعي اللواء ابراهيم الوصول الى تسوية مفادها تأجيل كل المواضيع الخلافية، التي يشترط باسيل أن يأخذ التزاماً بإنجازها قبل توقيع رئيس الجمهورية على مراسيم الحكومة، وإرجاء البحث فيها الى ما بعد تأليف الحكومة، بحيث أن الحلول لشروط باسيل ليست جميعها ضمن مهام الرئيس ميقاتي. فمرسوم ترقيات ضباط دورة عون 1994 مجمّد لدى وزارة المالية، لا رئيس الحكومة؛ وملف إقالة حاكم مصرف لبنان سابق لأوانه، وخصوصاً أن ولايته تنتهي بالتوازي مع انتهاء ولاية عون ويتوجب على الرئيس المقبل أن يعين خلفاً له على رأس حاكمية مصرف لبنان، أما مرسوم التجنيس فمتوقف عند وزير الداخلية. وعليه، فإن كل هذه العراقيل التي يزرعها باسيل في طريق التأليف لن تدوم بقرار حاسم من حليفه السياسي بضرورة التأليف وعدم المراوغة.

فعلى أي صورة ستتألف الحكومة؟ الاتفاق الحكومي يقضي بأن يحصل باسيل على حصته المسيحية ويسمّي وزراءه، ومطالبه المسيحية محصورة بثلاثة وفق مصادر خاصة لموقع “لبنان الكبير”: تعيين مستشار باسيل، طارق صادق وزيراً للخارجية؛ تعيين زينة عكر بديلاً من سعادة الشامي؛ وتعيين ادي معلوف وزيراً للشؤون الاجتماعية. وهذه المطالب الباسيلية، وافق ميقاتي على تحقيقها، مقابل قبول باسيل بأن يسمّي ميقاتي وزيراً سنياً من عكار لكسب ثقة نوابها في الحكومة، وتفادياً لإحراجه سنياً وخصوصاً بعد اجتماع دار الفتوى ورص الصف السني.

أما بخصوص المقعد الدرزي، فطعن باسيل بحليفه رئيس الحزب “الديموقراطي” طلال أرسلان مرتين: عند رفضه توزير صديقه صالح الغريب، ومرة أخرى برفضه تسلم لائحة بخمسة أسماء درزية أرسلها أرسلان لاختيار وزير منها.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” أوفد أرسلان الوزير السابق صالح الغريب الى باسيل للبحث في لائحة الأسماء الدرزية، فرفض الأخير الاطلاع عليها وأبلغه أنه “غير مهتم بالملف الدرزي، إنما يهمه الملف المسيحي فقط”. فباسيل لا يريد أن يخوض الحرب عن حليفه الدرزي، لأن اهتمامه مركّز على المقاعد المسيحية. هذا الرد شكّل صدمة لأرسلان والغريب الذي يجاهر بصداقته مع باسيل. فجرّب أرسلان المجرّب من قبل غالبية الفرقاء اللبنانيين، وكالعادة، تخلى باسيل عن صديقه وعن حليفه، وتركهما في منتصف الطريق بعد أن خسرا الحضور النيابي والقاعدة الشعبية الدرزية.

وهنا، كان لافتاً استقبال رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الأمين العام للحزب “الديموقراطي” وسام شروف موفداً من أرسلان، فهل يسعى الى مد الجسور مع سيد بنشعي بعد أن تلاعب به باسيل؟.

وهذه الزيارة جاءت حتماً بعد إبلاغ باسيل الرئيس المكلف أنه لن يسمّي أي وزير درزي، يستفز به رئيس الحزب “الاشتراكي” وليد جنبلاط، وأنه لم يعد متمسكاً بمطالب حليفه طلال أرسلان.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.