كشف العديد من التقارير الإسرائيليّة مؤخراً عن “سعي” كبير لدى المسؤولين في تل أبيب لربطِ ملف ترسيم الحدود البحرية بـ”انتصارٍ أمني واقتصادي” للكيان الإسرائيلي. وهنا، فإن هذا الأمر يراهُ متابعون للشأن الإسرائيلي بمثابة اعترافٍ بـ”الهروب” من الحرب والنأي بالنفس عن أيّ خضّة أمنيّة قد تضربُ مساعي إسرائيل للانخراط في مجال الطاقة العالمي.
بالنسبة إلى مصادر مواكبة لملف ترسيم الحدود البحرية، فإنّ “إسرائيل تتنفس الصعداء اليوم من خلال الخطوة الأميركية المتمثلة بتقديم مسودة خطية للاتفاق”، معتبرة أن “تلك الخطوة أبعدت النيران عن تل أبيب باعتبار أن “حزب الله” في لبنان كان يريدُها، وفي حال لم تحصل فإنّ الردّ كان سيكون مُدوياً”.
ووفقاً للمصادر، فإنّ كلام رئيس وزراء العدو يائير لابيد بالأمس عن موافقة أولية على الاتفاق، إنّما يشيرُ إلى أنّ الأمور باتت في خواتيمها والهاجس الأكبر كان في تحقيق إسرائيل أرضية أمنية – اقتصادية تمكّنها من استخراج الغاز من حقل “كاريش” بأمان.
واعتبرت المصادر أن المُسارعة الأميركية الأخيرة لتقديم مسودة الاتفاق إلى لبنان واسرائيل، كان هدفها الأول السعيَ لنجدة أوروبا بأسرع وقتٍ ممكن في ظلّ تعاظم الحرب الأوكرانية – الروسية والتي يُستخدم خلالها سلاح الغاز بقوّة كبيرة.