لعب “حزب الله” دورا واسعاً في عملية ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل وتحديدا في الاشهر القليلة الماضية، اذ تمكن من اظهار نفسه المساهم الاكبر في الوصول الى الاتفاق بعد التلويح بالحرب العسكرية وإرسال المسّيرات التي منعت إسرائيل، لسبب او لآخر، من استخراج النفط من حقل كاريش قبل إتمام الاتفاق النهائي.
سيتمكن الحزب، في حال حسمت الايجابية، من استغلال الحدث والتسوية داخلياً، أراد ذلك ام لم يرد، اذ ستصبح حججه السياسية اوضح في الخطاب اللبناني اليومي، كما أنه سيقفل الباب أمام اي حديث عن سلاحه في المرحلة الحالية، على اعتبار ان السلاح هو من حمى ثروة لبنان.سيتخفف الحزب عملياً من الضغوط الاعلامية والسياسية التي تمارس ضده، لانه سيتعامل بسرعة، بعد إتمام الإتفاق، على انه خارج بإنتصار حاسم مع ما يستتبع ذلك اعلاميا، لذا سيكون مبادراً بالخطاب السياسي ولا يقوم بردة فعل كما كان يحصل في السنوات الماضية.
وبحسب مصادر مطلعة فإن توازنات الردع الجديدة التي فرضها “حزب الله” ضد اسرائيل من خلال اجبارها على التنازل في موضوع بالغ الحساسية بمجرد التلويح بإستخدام القوة، سيجعل الحزب يمتلك فائض قوة سياسية في الداخل اللبناني ومحصنا ضد اي ضغوط خارجية. وترى المصادر ان اول استحقاق سيستفيد الحزب من خلاله من “انتصاره” الحدودي سيكون استحقاق رئاسة الجمهورية، على اعتبار ان الحزب سيكرس نفسه صاحب اقوى قدرة تعطيلية، ولن تتمكن القوى التي تخاصمه من تجاوز رأيه، خصوصا ان المناخ السياسي العام سيميل بعد الاتفاق الى التسوية والتهدئة وسيبتعد الجميع عن المواجهة. يحاول “حزب الله” عادة عدم المبالغة في تجيير إنجازاته الخارجية على الساحة اللبنانية وذلك لتخفيف الاحتقان ولتجنب تحمل مسؤولية السلطة بشكل كبير، وهذا ما سيقوم به في المرحلة المقبلة على الأرجح، لكنه في المقابل سيتمكن من استعادة زمام المبادرة السياسية التي خسرها في العام ٢٠١٩.