شكلت زيارة رئيس الحكومة الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي امس خطوة اساسية في مواكبة الاستحقاقات الداهمة رئاسيا وحكوميا.
وكان اللافت تشديد ميقاتي على “ان وحدة الصف ضرورية في هذا الظرف بالذات، ويجب ان تكون حاضرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بغض النظر عن الشخص وعن اراء كل فريق، ويجب ان نعمل بجدية كاملة لانتخاب رئيس جمهورية في هذا الظرف”.
اضاف: “تطرقنا ايضا الى ملف تشكيل الحكومة واكدت لصاحب الغبطة انني شخصيا آخر شخص يتحدث عن الطائفية وانني مؤمن بلبنان ووحدته وبناء الدولة. وبجب ان نتفادى الحديث اليوم عن اي امور تؤدي الى مزيد من الشرذمة، وعلينا التحدث بما يقرَب بين جميع اللبنانيين ولا يبعدهم عن بعضهم البعض”.
وكتبت” اللواء”: بقي الغموض يحيط بالمسار التأليفي مع تكرار المعاندة التي يقدّمها، كل يوم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، تارة حول وحدة المعايير وتارة أخرى بالاصرار على دور لم يمنحه الدستور لرئيس الجمورية ضارباً عرض الحائط بدستور الطائف.
وكشف باسيل المستور عندما قال أن رئيس الجمهورية هو الذي يؤلف الحكومة، ويقرر متى يضع توقيعه حتى يكون مرتاح الضمير.
وقالت مصادر مطلعة ان منسوب التفاؤل بقرب التأليف تراجع، وان الملف يترنح بانتظر دفع جديد من الوسطاء، ولا سيما حزب الله، كذلك الموقف الذي كشف عنه باسيل، في مؤتمر صحفي لجهة تقديم الملفات التي يتعين على رئيس الجمهورية ان يتبناها لدعم ترشيحه صعوبة السير بمرشح مع الثنائي الشيعي.
ونقلت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة الجديدة عن نواب من صفوف الثنائي الشيعي، ان حزب الله لم يوقف مساعيه لاعادة تشكيل الحكومة الجديدة، بالرغم من كل العراقيل والشروط المتبادلة بين الرئاستين الاولى والثالثة، اعتقادا منه بأن وجود حكومة جديدة، تتولى مهمات رئيس الجمهورية، في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد بالمهلة الدستورية، افضل من بقاء الحكومة الحالية، وتفاديا لاشكالات وتباينات سياسية،بدأت ملامحها ترتسم بالافق.
وأشارت جهات معارضة للعهد وتتابع الملف الحكومي لـ”البناء” الى أن “العقدة تكمن بالشروط الجديدة التي وضعتها جهة سياسية معروفة، إذ كان الاتفاق بين عون وميقاتي بتعديل وزيرين أو 4 وزراء كحد أقصى وبعد عودة ميقاتي من نيويورك تفاجأ بورقة شروط جديدة وجدول أعمال الحكومة وتعيينات بالفئة الأولى ومصرف لبنان، واستبدال أغلب الوزراء المسيحيين، ما سيأخذ وقتاً طويلاً للتأليف”.
في المقابل تشير أوساط التيار لـ”البناء” الى أن “ميقاتي يريد حكومة طيّعة يدير بها البلد بأريحية بفترة الشغور الرئاسي»، فضلاً عن قرار داخلي بعدم تأليف حكومة خلال ما تبقى من ولاية الرئيس عون لكي لا يعطى أي إنجاز في نهاية العهد”، مرجحة استمرار حكومة تصريف الأعمال الى ما بعد انتهاء الولاية الرئاسية.وكتبت”الديار”: اتهمت مصادر التيار الوطني الحر رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي “بالمماطلة” لحشر الرئيس بالوقت، ولفتت الى ان زيارته بالامس الى بكركي كانت زيارة تبريرية “غير موفقة” لان لم يقدم اي حجج مقنعة للبطريرك.