تُخيم أجواء من “الحذر” على ملف ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، وذلك بعد “البلبلة” التي شهدها الملف، أمس الخميس، إثر بروز كلامٍ إسرائيلي عن رفضِ الملاحظات اللبنانية على المقترح الأميركي الخاص بالملف.
ويوم أمس، أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لسيناريو التصعيد عند الحدود مع لبنان، مشيراً إلى أنّ “الاستعدادات يجب أن تتم على الصعيدين الهجوميّ والدفاعي في ضوء التطورات المرتبطة بمفاوضات ترسيم الحدود البحريّة.
ماذا في آخر المعطيات؟
وفي سياق المستجدات الطارئة، فقد أشار موقع “واللا” الإسرائيليّ إلى أنّ مسؤولاً سياسياً كبيراً في تل أبيب لفت إلى أن الملاحظات اللبنانية على مسودة الاتفاق تضمنت “تغييرات جوهرية وجديدة”، موضحاً أن “إسرائيل ليست مستعدة لقبولها”.
واليوم، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن المفاوضات بشأن الترسيم لا تزال متواصلة بين الطرفين عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في محاولة للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
وقالت الإذاعة إن إدارة الرئيس بايدن تمارس ضغوطاً على لبنان للتراجع عن جزء من مطالبه الأخيرة، مضيفة أن الوسيط الأميركي على اتصال مع الطرفين الإسرائيلي واللبناني، فيما وصف مسؤول إسرائيلي الوضع بأنه بمثابة “محاولة لمدّ المباحثات بالتنفس الاصطناعي”.
واليوم الجمعة، ذكرت معلومات الـ”LBCI” أنّ الوسيط الأميركي سيُسلم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الملاحظات الإسرائيلية الخطيّة اقتراحِ لبنان”، موضحة أن “التفاوض مستمر وانتقل من مرحلة المفاوضات السياسية الى مرحلة درس المفردات القانونية والتقنية في أجواء هادئة بعيدة عن التشنّج”.
في غضون ذلك قال عضو بارز في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لـ”واللا” إنّ “المحادثات بين إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية وصلت إلى نقطة حرجة لكن الإدارة الأميركية تعتقد أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق”.
ولفت المسؤول الأميركي إلى أنّ “الوسيط الأميركي يواصل محادثات مكثفة مع إسرائيل ولبنان لإنهاء المفاوضات حول الحدود البحرية”، كاشفاً أن “الفجوات ضاقت وهناك التزام بالتوصل إلى اتفاق”، وقال: “نعتقد أنه يمكن التوصل إلى التسوية المطلوبة”.
إلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لصحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الجمعة، إن “لبنان لا يتعاطى مع التسريبات الإعلامية المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بينه وبين العدو الإسرائيلي، بل مع وقائع يفترض أن ينقلها الوسيط الأميركي في الملف آموس هوكشتاين الذي نحصر اتصالاتنا به”.
ورأى بري أن “الملاحظات اللبنانية بسيطة، وقد نوقشت مع الموفد الأميركي وقبل إرسالها رسمياً”، مشيراً إلى أن ما يحصل الآن هو “مناوشات إسرائيلية انتخابية داخلية لا تعنينا”.
وختم بالقول: “لبنان ينتظر رداً رسمياً من هوكشتاين ليبني على الشيء مقتضاه”.
أين يكمُن الرفض الإسرائيلي؟
ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإنّ المشكلة ترتبطُ بـ”خط العوامات” الذي تعتبرهُ إسرائيل مهماً جداً للغاية بالنسبة لها لأسباب أمنية.
وخلال الساعات الماضية، قال مسؤولون إسرائيليون إنّ “تل أبيب قامت بتركيب خط العوامات العائمة الذي يبلغ طوله ثلاثة أميال، والذي يمتد من ساحل رأس الناقورة إلى البحر الأبيض المتوسط وذلك بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان عام 2000، وكان الاعتراف بـخط العوامات مصلحة أمنية رئيسية لإسرائيل ومطالبها في المحادثات”.
واليوم الجمعة، ذكرت معلومات الـ”LBCI” أنّ الوسيط الأميركي سيُسلم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الملاحظات الإسرائيلية الخطيّة اقتراحِ لبنان، أي أن التفاوض مستمر وانتقل من مرحلة المفاوضات السياسية الى مرحلة درس المفردات القانونية والتقنية في أجواء هادئة بعيدة عن التشنّج.
أين “حزب الله” من الملف؟
واليوم، كشفت مصادر “لبنان24” أنّ “حزب الله رفع جهوزيّة عناصره بشكلٍ إضافيّ خلال اليومين الماضيين”، موضحةً أنّ “الحزب لم يُقلّل من نسبة الاستنفار العسكريّ في صفوفه، بل زادَ من الإجراءات التي تتماشى مع أي تصعيدٍ عسكري مع العدو الإسرائيلي”.
وبحسب المعطيات، فإنّ التهديدات الإسرائيلية المُتزايدة على صعيد ملف الترسيم تلقفتها أوساطُ الحزب خلال الساعات القليلة الماضية وتعاملت معها على أنها قد تحصل في أي لحظة. إلا أن المصادر قالت إنّ “حزب الله كان يعي تماماً أن إسرائيل قد تُبادر إلى رفض الملاحظات اللبنانية على المقترح الأميركي، ولهذا السبب، لم يدخل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تفاصيلِ المقترح في آخر خطابٍ له يوم السبت الماضي، وذلك لاعتباراتٍ أساسية: أولها أن الحزب يدري تماماً أن الأمور لم تنتهِ بعد، في حين أنّ الأمر الثاني ويرتبطُ بعدم التسليم تماماً للإيجابية المُفرطة مع الابتعاد قليلاً عن السلبيّة وترك المجال للدبلوماسيّة”.
وختمت: “كل هذه الأمور تداركها نصرالله في مواقفه الأخيرة، لكنّ المواقف الرسمية هي المُنتظرة اليوم، ولا يمكن تجاوزها لتبيان الصورة الكاملة الخاصة لموضوع “الرفض” الإسرائيلي الأخير”.
من جهته، قال الخبير بالشؤون العربيّة الإسرائيلي يوني بن مناحيم، اليوم الجمعة، إنّ “حزب الله يُقدّر أنّ إسرائيل معنية بالتوصل إلى اتفاق ترسيم بشأن الحدود البحرية مع لبنان”.
وفي تغريدة له عبر “تويتر”، أشار بن مناحيم إلى أنّ “تل أبيب ستتراجع في نهاية الأمر لأنها تحت الضغط، وهي تسعى لاستخراج الغاز الطبيعي ولذلك يجب إعطاؤها الوقت للنزول عن الشجرة وعدم الإسراع إلى تنفيذ عملية عسكرية”.
وأضاف: “إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يُقدّر أن الضغط الأميركي لاستكمال الاتفاق سيفعل فعله. كذلك، فإنّ القيادة العسكرية الإسرائيلية ترغب في تجنّب مواجهة حزب الله عسكرياً”. ووفقاً لبن مناحيم، فإن “رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع قال لوزراء الكابينات إن نصرالله تعهد علانية بمنع استخراج الغاز من منصة كاريش إذا لم يكن هناك أي اتفاق”، مشدداً على أن هنا” خشية من أن ينفذ عملية عسكرية رمزية”.
كنزٌ.. و”استعدادات” في كاريش
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل تجري استعدادات تجريبية لتفعيل خزان الغاز في حقل “كاريش” قريباً.
بدوره، قال ليئور شيلات، مدير عام وزارة الطاقة الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن أرباح الغاز الطبيعي من الخزان الواقع في منطقة الخلاف مع لبنان تقدر بحوالي 3 مليارات دولار.
ونقل الموقع الإلكتروني الاسرائيلي “واللا”، صباح اليوم الجمعة، عن المسؤول الإسرائيلي أنه من المفترض أن تحصل تل أبيب على نسبة 17% فقط.
وأوضح الموقع أن أرباح هذا الموقع أو خزان الغاز الطبيعي في البحر المتوسط ستقسم بين شركة “توتال” الفرنسية ولبنان وإسرائيل، وأنه سبق وقدرت أرباحه بما يزيد عن 20 مليار دولار في السابق بحسب ما نشرت في وسائل الإعلام.
(لبنان24)