كتب محمد علوش في “الديار”: عندما اجتمع الرؤساء الثلاثة، ميشال عون، نبيه بري ونجيب ميقاتي في قصر بعبدا منذ أيام لبحث مسألة ترسيم الحدود ووضع الملاحظات النهائية على اتفاق الترسيم الذي خطّه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، وبعد الانتهاء من بحث الملاحظات، فتح رئيس المجلس النيابي ملف الحكومة وبادر للحديث عن ضرورة تشكيلها، فكان جواب ميقاتي واضحاً بحسب مصادر متابعة: “أنا حاضر لأشكل الحكومة الآن”، فما كان من رئيس الجمهورية الا أن طلب التريث بعد أن قال: “لا توجد إشكالية لعدم التأليف”.
وطال تريّث رئيس الجمهورية، تقول المصادر، مشيرة الى أن عون، خلال تشكيل الحكومات السابقة في عهده، كان يحاول جاهداً إخفاء انحيازه لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وأحياناً الالتزام بمصالحه وطلباته أولا وقبل كل شيء، لكنه اليوم لم يعد يُخفي ذلك، فهو بكل بساطة يريد تعويم باسيل بعد انتهاء العهد.
ما هو المطلوب اليوم لتشكيل الحكومة سهل للغاية تقول المصادر، وهو العمل بمبدأ “من ساواك بنفسه ما ظلمك”، أي الموافقة على أن يسري “قرار التغيير” على الجميع بشكل متساو، أي يتم تبديل 6 وزراء مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وأي يتمكن رئيس الحكومة من تبديل اثنين، ورئيس الجمهورية اثنين، بالإضافة الى الفريق الثالث في الحكومة والذي ينضوي تحته وزير المال، وهكذا يكون التغيير مقبولاً مع اختيار أسماء مقبولة من الجميع، فلا ندخل في دوامة الأسماء.
بحسب المصادر لم يسمع ميقاتي كلاماً مباشراً من البطريرك الماروني بخصوص رفضه تسلم الحكومة الحالية صلاحيات الرئاسة، إلا أن ما يهم الراعي اليوم وما أبلغه لميقاتي هو ضرورة صب التركيز على انتخاب رئيس للجمهورية في المواعيد الدستورية، وهو ما سيكون أكثر إفادة من تشكيل حكومة، وبعد الرئيس وانطلاق العهد الجديد تُشكل حكومة.
بالخلاصة تؤكد المصادر أن تشكيل الحكومة كالترسيم، ترنّح ولم يسقط، وهناك تفاؤل كبير بوصوله كما الترسيم الى برّ الأمان قريباً.