لن تكون جلسة 13 تشرين الذي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية كسابقتها، تزامنًا مع توجه “التيار الوطني الحر” إلى الاعتكاف عن حضور الجلسة نظرًا لانعقادها في تاريخ يشكل رمزية كبيرة للتيار وأنصاره ما اعتبروه خطوة استفزازية من قبل رئيس المجلس.
النصاب سوف يكون مؤمنًا مبدئيًّا رغم غياب نواب “التيار الوطني الحر” المتوقع، أما التصويت فستكون نتائجه مشابهة لنتائج الجلسة الأولى، أي لا رئيس مع اختلاف في اتجاهات بعض الأصوات وفق ما تشير المعطيات. ورغم أن بري كان قد أعلن أنه سيدعو لجلسة انتخابية ثانية حين يكون هناك توافق مبدئي على اسم مرشح معين، إلا أن الواضح أنه عدل عن رأيه وقرر الدعوة لجلسة ثانية الخميس المقبل في ظل عدم الاتفاق على رئيس توافقي بين الكتل النيابية.
ووفق المراقبين، فإن ” الرئيس بري يحاول التأكيد أنه يقوم بدوره بالرغم من أن الدخان الأبيض لن يخرج من مجلس النواب وهذا ما حصل بالفترة التي كان الفراغ الرئاسي فيها مسيطرًا على لبنان بين عامي 2014 و 2016 حين دعا حينها لنحو 45 جلسة من دون أن يتأمن النصاب”. وقال المراقبون إن “المفارقة اليوم أن النصاب سوف يكون مؤمنًا ولكن لن يحصل أي مرشح على الأصوات الكافية ليجلس على عرش الرئاسة”. أما الأمر الثاني الذي يحاول الرئيس بري قوله من خلال الدعوة للجلسة “إن “الثنائي الشيعي” ليس من يعطل الاستحقاق الانتخابي بل عدم اتفاق الكتل النيابية على اسم توافقي هو من يعطله”. وفي حين حصل النائب ميشال معوض في الجلسة الانتخابية الأولى على 36 صوتًا نيابيًّا، فمن المؤكد وفق المراقبين أنه “خلال الجلسة الثانية سيحصل على أصوات تصل إلى حدود الـ 55 صوتًا وذلك لسببين: الأول بأن “تكتل “الاعتدال الوطني” أصبح على حوار متقدم مع القوات اللبنانية والنائب معوض وحتى هذه اللحظة فهو يتجه إلى تسميته في حال لم يطرأ أي جديد، أما السبب الثاني فيتمثل في أن من بين النواب التغييريين الـ13 هناك نحو 8 إلى 10 نواب سوف يتجهون إلى تسمية معوض لرئاسة الجمهورية”.
ولكن حتى مع هذا الواقع فإن معوض وفق المراقبين “من الصعب أن يصل الى سدة الرئاسة من دون موافقة حزب الله أو التيار الوطني الحر”. وفي هذا الإطار، أشارت المصادر السياسية لـ”لبنان 24″ إلى أن “بعض القنوات الخجولة بدأت تفتح بين “التيار الوطني الحر” ومعوض إلا أنها لا تزال في بدايتها”. وقالت: “التيار الوطني الحر قد تأكد من أن حظوظ باسيل مستحيلة للوصول للرئاسة ولذلك فهو يعمل اليوم على أن يكون رأيه وازنًا في الملف الرئاسي لكي يضمن حصة وازنة وزاريا وفي التعيينات، ولذلك يمكن أن يصل إلى اتفاق مع معوض خصوصًا وأن الأخير على علاقة جيدة إلى حد ما مع “التيار الوطني الحر” وكان سابقًا من ضمن تكتله”. فهل نشهد تسوية رئاسية بين معوض و”التيار الوطني الحر” تتيح للأخير الوصول إلى سدة الرئاسة، في نتيجة قد تكون مفاجئة خصوصًا وأن معوض لم يكن ضمن الواجهة الرئاسية مقارنة مع غيره من الأسماء المطروحة؟