العينُ على كاريش اليوم والإستنفار كبير.. هذه مستجدات ملف الحدود البحريّة

9 أكتوبر 2022
العينُ على كاريش اليوم والإستنفار كبير.. هذه مستجدات ملف الحدود البحريّة


وسط عدم وضوحِ آفاق المفاوضات المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وبعد “الأخذ والرد” في بشأن المقترح الأميركي الخاص بالملف، اتّجهت الأنظار وبقوّة، اليوم الأحد، إلى منصة الغاز في حقل “كاريش” المُتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل.

من دون أيّ مُنازع، شكّل الحقل الغنيّ بالغاز عنواناً دسماً، اليوم، وذلك بعدما بدأت تل أبيب باختبار ضخ الغاز في الحقل من البر إلى البحر وليس العكس.
وأكدت شركة “إنيرجيان” المشغلة لخزان الغاز أنّ “اختبار الضخ في كاريش بدأ بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية”، مشيرة إلى أنه “جرى ربط المنصة بأنبيب التوصل وقد شرع الضخ التجريبي من الشاطئ إلى المنصة مطلع نهار الأحد”.
مع هذا، فقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الشركة المذكورة قولها إن “ضخ الغاز إلى المنصة هو جزء من مسار الضخ الخاص بها وليس بداية استخراج للغاز”.
ووسط كل ذلك، فقد طرأ حدثٌ غير متوقع كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إذ أشارت إلى أنّ قراصنة عراقيين اخترقوا موقعي شركتي الغاز “إنيرجين” و”نتيفي غاز يسرائيل” تزامناً مع خطوات الضخ التجريبي.
“لبنان على علم”
ما حصل في حقل “كاريش” اليوم كان مترافقاً مع استنفار عسكري إسرائيلي على أكثر من مستوى، وذلك خشية من إندلاع مواجهة مع “حزب الله”. إلا أنه مع هذا، فقد تبين أن لبنان تبلغ في وقت سابقٍ بما سيجري في “كاريش” اليوم.
وفي السياق، ذكرت قناة “الجديد”، اليوم الأحد، أنّ لبنان تبلغ مُسبقاً من الجانب الأميركي أنه خلال الأيام الماضية سيحصل ضخ عكسي للغاز من البرّ الى البحر في إطار الأعمال التجريبية في حقل كاريش، مشيرة إلى أن “هذا الأمر يأتي من باب التنسيق كي لا تحصل أيّ ردة فعل باعتبار أن انتاج الغاز لم يبدأ بعد”.
قلقٌ من عدم التوصل إلى اتفاق
وبالتوازي مع النشاط القائم في “كاريش”، ذكر موقع “أكسيوس” نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن هناك “قلقاً من عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية مع لبنان”.
وقال نقلًا عن مصادر إسرائيلية أن “فشل الاتفاق يدفع الأمم المتحدة لوضع الخط 29 كخط للتفاوض ويجعل وضع كاريش مثيرا للجدل”.
كذلك، نقلت الميادين عن وسائل إعلام إسرائيلية أن “تل أبيب معنية بأنّ تصل الرسالة إلى الأمين العام لحزب الله وبأنّها لا تريد حرباً”، مشيرة إلى أن “تل أبيب طلبت من الوسيط الأميركي هوكشتاين إبلاغ لبنان أنّها لن تستخرج الغاز اليوم من حقل كاريش”.
وبحسب تقديرات “هآرتس” في “إسرائيل”، فإنه طالما لم يتحقق تقدّم واضح في المفاوضات بشأن مسألة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، فـ”الأزمة بين الطرفين في ذروتها، وهناك خشية قائمة من تصعيد”. 
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي قوله إنّ “إسرائيل مستعدة على الأرض لكل سيناريو يسعى فيه حزب الله لمحاولة استهداف المنصة على خلفية التجربة”. 
وقال وزير الأمن بيني غانتس، يوم أمس السبت، إنّه “إذا حاول حزب الله مهاجمة المنصة، فإنّ إسرائيل ستدافع عن نفسها بتصميم”.
وأضاف أنّه يأمل أن تكون “إسرائيل” قريبة من “اتفاق جيد مع لبنان”، مدعياً أنّ “الاتفاق يدفع الاستقرار الإقليمي قُدُماً، ويقلّص تأثير إيران في لبنان”.
 

إلى ذلك، قال مصدر لبناني لقناة “الشرق للأخبار” إن “بيروت تسعى لانتزاع تعهد اسرائيلي بعدم عرقلة الانتاج من جزء من البلوك 72″، مشيراً إلى أنّ “تل أبيب ترغب في اعتبار خط الطفافات البحرية خطا حدوديا رسمياً يصل حتى النقطة البرية”.

ما الذي قد يجري عسكرياً؟
وفي تقرير له، اليوم، ذكر “لبنان24” أن إسرائيل تعي تماماً أن أيّ ضخّ للغاز من الحقل قبل إنجاز الاتفاق يعني اندلاع معركةٍ مع “حزب الله”، وهو أمرٌ تبلغته تل أبيب من الفرنسيين مُجدداً أيضاً، وقد كان ذلك خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب ما كشفت مصادر مقربة من الحزب لـ”لبنان24”. 
بحسب التقرير، فإنه “في حال حصولِ أيّ صدامٍ عسكري، فإنّ تل أبيب تخشى 3 سيناريوهات بالحدّ الأدنى وترتبط بالتالي: الأول وهو إطلاق حزب الله طائرات من دون طيار باتجاه المنصة العائمة في كاريش. أما الثاني فيتمثل بإرسال زوارق مفخخة تحت الماء لضرب منصات الغاز، في حين أن الثالث ويرتبط بحصول حادثٍ أمني عند الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وهو الأكثر ترجيحاً في الوقت الراهن”.وأضاف: “استناداً إلى كل ذلك، فإنّ ما لوّحت به تل أبيب مؤخراً بشأن التصعيد لم يكنُ مُفاجئاً  بل كان مُتوقعاً بدرجة كبرى. وفي ظل ذلك، تكشف التقارير أنّ جيش العدو سيزيد من الدوريات الجوية والبحرية حول منصة الغاز في كاريش، كما أنه سيغيّر من انتشار القوات على طول الخط الحدود البري، وسيُعزز من انتشار أنظمة الدفاع الجويّ على نطاق واسعٍ عند الحدود مع لبنان”.  
وأكمل: “على الجانب اللبناني، فإنّ توازن الرعب بين إسرائيل و”حزب الله” يرتكزُ بقوّة على العوامل العسكرية، وهذا أمر تحدثت عنه التقارير الإسرائيلية مؤخراً بإسهاب. وبمنأى عن إمكانية حصول اشتباكٍ مباشر بين قوات “حزب الله” وجنود الجيش الإسرائيلي وعن العمليات العسكرية المتوقعة التي قد تجري داخل العمق الإسرائيلي، فإنّ تلويح تل أبيب بـ”الرد الحاسم” على أي هجومٍ من قبل “حزب الله” لا يرتبطُ فقط ببنك أهدافٍ يتعلق بمنشآت عسكرية خاصة بالحزب”.
وتابع: “عند هذا الأمر، ما يظهر وبشكل واضح هو أنّ تل أبيب تضعُ في طليعة أيّ عمل عدواني ضدّ لبنان استهداف المنشآت الحيوية بشكل عشوائي، وذلك في حالِ تم استهداف أي منصّة غاز عائدة لها، وهنا ستتحق الحرب الشاملة. أما في حال لم يحصُل استهداف تلك المنصات، فإنّه من المتوقع أن تبقى رقعة الصدام محصورة في إطار مُحدّد غير موسّع، أي أن “التدمير” الذي تُهدد به إسرائيل لن يتحقق ولن يتم السماح به أميركياً. إلا أنه في المقابل، سيكون هناك ردٌ لـ”تثبيت الاعتبار” الأمنيّ والعسكريّ”.(لبنان24)