لبنان الرسمي يوافق … ترحيبات دولية وتحذيرات إسرائيلية
في ظل تراكم الملفات الثقيلة والأساسية على طاولة المباحثات اللبنانية، كان ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل الطبق الرئيسي اليوم بعدما نجحت المفاوضات بين الطرفين بوساطة أميركية.
وترك إنجاز الاتفاق ردود فعل واسعة محليًّا وإقليمياًّ ودولياًّ، وأبرزها من الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اتصل برئيس الجمهورية ميشال عون وهنأه بانتهاء المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية.
وأكد بايدن وقوف الولايات المتحدة الى جانب لبنان لتحقيق الاستقرار وتمكينه من تعزيز اقتصاده والاستفادة من ثرواته الطبيعية.آراء داخلية متباينة-ميقاتي: الإتفاق على البدء بمراحل التنقيب فور الإتفاق النهائي مع “توتال”
فبعدما وصلت المفاوضات إلى خواتيمها، التقى رئيس الجمهورية ميشال عون رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور وزيرالخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب.وشكر ميقاتي، بعد اللقاء، “الفريق اللبناني الذي ساهم في دراسة الاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية، كما الإدارة الأميركية والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لما قاموا به مع شركة “توتال”، مشيرا إلى أنه “تم الإتفاق على البدء بمراحل التنقيب فور الإتفاق النهائي”.-“لبنان القوي”: إنجاز الترسيم هو إنتصار للبنان وبعد اجتماعه الدوري، أكد تكتل “لبنان القوي” أن “إنجاز ترسيم الحدود البحرية هو إنتصار للبنان وتتويج لمسار طويل يعود الفضل فيه الى الجهد المتواصل والثبات في الموقف العمل الدؤوب لوزارة الطاقة منذ العام 2009”.-“الكتائب”: الاتفاق لن يشكل صك براءة لهذه المنظومةفي المقابل، اعتبر حزب الكتائب بعد اجتماع عقده أن “اتفاق استخراج النفط بين لبنان وإسرائيل لن يشكل صك براءة لهذه المنظومة الحاكمة التي أمعنت في إفقار اللبنانيين وإدخالهم في الأزمات المتتالية، وهي لا تملك الحق بتمنين اللبنانيين بأنها حققت لهم انتصارا تاريخيا من شأنه محو أخطائها وارتكاباتها”.
وجدد التأكيد أن “الاتفاق الذي فاوض عليه حزب الله وحلفاؤه من دون إطلاع ممثلي الشعب اللبناني عليه لا يجوز أن يهرب تهريبا، بل لا بد من إحالته على مجلس النواب الذي تناط به الموافقة على هذا النوع من الاتفاقات بالاستناد إلى المادة 52 من الدستور التي تشير حرفيًّا إلى أن المعاهدات التي تنطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة والمعاهدات التجارية وسائر المعاهدات التي لا يجوز فسخها سنة فسنة، فلا يمكن إبرامها إلا بعد موافقة مجلس النواب”.-جنبلاط: يبقى الاهم انشاء الشركة الوطنية للنفطبدوره غرد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر قائلاً: “اما وقد جرى الترسيم دون مشاكل ودون حرب ووفق الدبلوماسية التي اوصيت بها المدعومة بالمسًيرات يبقى الاهم انشاء الشركة الوطنية للنفط بعيدا عن اي وصاية سياسية محلية وبعيدا عن الشركات الوهمية التي شكلت من قبل السماسرة والا افضل على هذه الثروة ان تبقى حيث هي النفط”.-فياض: لا نرى أي عقبات أمام تنفيذ اتفاق الترسيمفي السياق، قال وزير الطاقة وليد فياض للجزيرة: “لا نرى أي عقبات أمام تنفيذ اتفاق الترسيم وحصلنا على كل ما طلبناه”، مشيرًا إلى أن “الوسيط الأميركي لعب دورا في تذليل العقبات بشأن اتفاق ترسيم الحدود”.وقال فياض: “الاستقرار الذي سننعم به وإعادة الاستثمار في حقول الغاز سيعيدان الثقة إلى لبنان”.إسرائيليًّا: إنجاز تاريخي وتحذيرات بالعقوباتفي الجهة المقابلة، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الاتفاق بأنه “إنجاز تاريخي سيعزز أمن إسرائيل ويضخ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي ويضمن استقرار الحدود الشمالية”.كما نقلت “العربية” عن مصادر إسرائيلية قولها إن “واشنطن ستخضع لبنان وحزب الله لعقوبات في حال خرق الاتفاق مع إسرائيل”، مشيرة إلى أن إسرائيل ستحصل على ضمانات لمنع وصول أرباح من حقل قانا لحزب الله”.بدوره، أشار مسؤول أميركي رفيع إلى أن “لبنان وإسرائيل أكدا التزامهما بالوفاء بالاتفاق واتخاذ خطوات لتنفيذه”. وتابع قائلاً: “الاتفاق سيوفر للبنان استثمارات كبيرة في مجالات عدة أبرزها مجال الطاقة”. من جهتها، أكدت الأمم المتحدة أنها ستقدم “الدعم بكل الطرق الممكنة لضمان نجاح اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل”.في السياق، رأت وزارة الخارجية الإيطالية أن “اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ستكون له من انعكاسات مهمة على الاستقرار والازدهار الإقليميين”، حسبما ذكرت وكالة “نوفا” الإيطالية للأنباء.وقالت في بيانٍ: “إيطاليا ترحب بجهود الأطراف المعنيين ووساطة الولايات المتحدة، وتأمل انجاز الاتفاق الذي تم الإعلان عنه للتو في أقرب”.وفي وقت سابق، قال الرئيس عون عبر تويتر إن بلاده تأمل في الإعلان عن الاتفاق حول ترسيم الحدود المائية مع إسرائيل في أقرب وقت ممكن، خاصة وأن الصيغة النهائية للاتفاق “مرضية” لبيروت.