ظروف انتخاب الرئيس لم تنصج وتوقعات بتحريك الملف الحكومي

12 أكتوبر 2022
ظروف انتخاب الرئيس لم تنصج وتوقعات بتحريك الملف الحكومي


عشية الجلسة النيابية غداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تكثفت الاتصالات السياسية سعيا للتوصل الى تفاهم. لكن المعطيات تشير الى أن ظروف انتخاب الرئيس لم تنضج بعد، وبالتالي لن نشهد رئيساً للجمهورية قبل 31 الشهر الحالي ما يعني التوجه نحو الشغور الرئاسي.

وكتبت” الديار”: لا تزال الامور تراوح مكانها مع ترجيح انسحاب سيناريو الجلسة الاولى على الجلسة الثانية، بحيث يتأمن النصاب وتتم الانتخابات بدورة اولى على ان يطير النصاب في الدورة الثانية. ‏وفيما لا تزال قوى المعارضة وعلى رأسها “القوات اللبنانية” و”الكتائب” والحزب “التقدمي الاشتراكي” متمسكين بترشيح النائب ميشال معوض، ‏يبدو ان نواب السنّة المستقلين يتجهون أيضا لتكرار ما قاموا به في الجلسة الأولى لجهة التصويت بورقة كتب عليها “لبنان” ، فيما يتجه “التغييريون” او نواب “التغيير” الـ 13 للتصويت لشخصية مختلفة عن سليم اده، وبالتحديد لاحدى الشخصيات الـ٣: زياد بارود، ناصيف حتي او صلاح حنين. 
وكتبت “البناء” أن الأميركيين لم يتدخلوا بالملف الرئاسي حتى الساعة و أن السفير السعودي في لبنان يجري مشاورات وضغوطاً على عدد من الكتل النيابية لمحاولة خلق تكتل نيابي متنوع طائفياً وسياسياً من 40 الى 50 نائباً “.
أما القوات اللبنانية فستحضر الجلسة وفق ما أكد مصدر نيابي قواتي مطلع لـ”البناء”، ولفت الى أن نواب الكتلة سيصوتون للمرشح النائب ميشال معوّض وسيصار الى قراءة مجريات جلسة الخميس للبناء على الشيء مقتضاه في الجلسات المقبلة، وشدد المصدر على أن موقف القوات والكتائب والاشتراكي وكتلة تجدد موحد لجهة تأييد معوّض ونحاول إقناع وجذب كتل أخرى لتبني هذا المرشح لتأمين أكثرية نيابية لإيصاله.
أما تكتل نواب عكار الـ12 فسيحضرون الجلسة وفق ما تؤكد مصادر نيابية بالتكتل، والتي كشفت لـ»البناء» أن أغلب نواب التكتل سيلتزمون بقرارها، والتوجّه الى التصويت بـ “لبنان” بانتظار نتيجة المتغيرات والمشاورات، ولفتت الى أننا لسنا مع الاصطفافات السياسية بل نؤيد رئيساً توافقياً يحظى بتأييد داخلي وعربي ودولي وإلا فلن يستطيع إخراج البلد من أزماته.
وتشير المصادر الى أن السعودية تحاول تقريب وجهات النظر بين الكتل النيابية لا سيما تلك التي تربطها علاقة بها، من أجل توحيد الموقف على رئيس توافقي، لكنها لم تتدخل بالأسماء بل تفضل رئيس ينفذ القرارات الدولية ويجمع اللبنانيين ولا يعادي المجتمع الدولي والدول العربية.
وتشير معلومات “البناء” الى أن الاجتماعات بين تكتل الـ12 ورئيس القوات سمير جعجع لم تفض الى أي نتيجة، إذ حاول جعجع إقناع التكتل السير بمعوّض لكونه يلتزم بالطائف ويتمتع بعلاقات خارجية مميزة لا سيما مع دول الخليج، لكنه قوبل بالرفض، وحاول جعجع تقديم ضمانات بأن لا يكون معوّض رئيس تحدّ ومواجهة لحزب الله.
وأعلن تكتل “لبنان القوي”، بعد اجتماعه الدوري برئاسة النّائب جبران باسيل، امتناعه عن المشاركة في جلسة الخميس وذلك بسبب تعيينها في 13 تشرين الأوّل، وهو ما يشكّل استهتارًا بالمشاعر.وكان المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل كشف اننا على تواصل مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، ودوره اساسي في هذه المرحلة، ولديه الرغبة كالرئيس بري بالتوافق لانتخاب رئيس الجمهورية، مشيراً الى ان موقف حزب الله واضح بأنه حريص على ايجاد تفاهم بين باسيل وفرنجية، كاشفاً عن ان “أمل” لن تنتخب باسيل رئيساً للجمهورية، مكرساً الطلاق مع التيار الوطني الحر..وقال خليل: فرنجية كان مرشحنا في الانتخابات السابقة، لكن لا مرشح لدينا في هذه الانتخابات حتى اللحظة، ولا نتوافق مع ميشال معوض في العديد من القضايا.وكشف ان الرئيس بري لن يحاول اقناع جنبلاط بانتخاب فرنجية او غيره، وقال: لا اعتقد ان عون سيبقى في بعبدا، وفرنجية يريد ان يكون رئيساً للجمهورية وليس مرشحاً.وقال: 13 ت1 هو يوم سقوط شرعية عون.الملف الحكوميحكوميا توقعت مصادر واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن” أن تتجسد باكورة النتائج السياسية المباشرة لانجاز اتفاق الترسيم في تسريع تأليف الحكومة العتيدة”، فيما نقلت ” الديار” عن مصادر مواكبة لعملية التشكيل ترجيحها ان يتفرغ المعنيون لهذا الملف بعدما كان «الترسيم» اولوية المرحلة، لافتة الى ان “الجميع بات على قناعة بوجوب انجاز التأليف قبل نهاية الشهر الجاري وانتهاء ولاية الرئيس عون”، مضيفة: “حزب الله دخل بقوة مجددا على خط التشكيل، وهو لن يسمح بأن تنتهي ولاية الرئيس عون من دون انجاز التأليف، تجنبا لدخول البلاد في صراع دستوري – سياسي قد يتخذ ابعادا طائفية كما امنية”.واعتبرت المصادر انه “بعد صعود كل الاطراف الى اعلى الشجرة حان وقت النزول، وذلك ممكن ان يحصل في ليلة وضحاها متى بلغت الضغوط مداها”، مرجحة ان “نعود لتغييرات محدودة في التركيبة الحكومية الحالية وعبر اسماء غير استفزازية”.وذكرت “البناء” أن الأجواء الحكومية كانت إيجابية منذ أيام قليلة وكادت أن تصل الى خواتيم إيجابية، حيث اتفق المعنيون بالتأليف على انتظار انتهاء جلسة انتخاب الرئيس الخميس للعمل على تذليل آخر العقد لإعلان الحكومة من خلال تغيير 5 وزراء فقط، لكن الأجواء عادت وانقلبت الى سلبية أمس”.